تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإبداع في إعداد المقال

الإبداع في إعداد المقال

  • بواسطة

سوف أتحدث اليوم عن موضوع الإبداع في إعداد المقال
وقد جمعته من عدة كتب وكذلك من الشبكة ( الانتر نت )
من أجل الفائدة أرجو ان تعم الفائدة للجميع

لك في المحافل منطقُ يشفي الجوى **** ويسوغُ في أذن الأديـب سُلافُـه
فكـأنّ لفظـكَ لـؤلـؤ متنـخّـلٌ **** وكأنّـمـا آذانـنـا أصـدافــه

حديثك حلو المنطق ، بهيّ المشرق ، عذب المذاق ، سهل الفهم ، رائق رقراق .
قلمك الجميل ذهبي الحرف ، ماسي الهدف ، حسن السبك ، شائق جذّاب .

ما أجمل هذه الأوصاف !

لكن… من هم المتصفون بجوهرها ، وكيف يمكننا التحلّي بعقودها ؟!

الأخوة الأدباء الأفاضل ..

لست آتي بجديد ، بل هو تكرار للمفهوم ، وتذكير بالمعلوم ،

من بئركم سأغترفته ، وفي دلائكم سأصبه .

فمرحبا بالمرتادين ..

خطواتي الآتي تدوينها حري بي وبكم – إذا كنّا نكتب هنا ، أونتكلّم هناك في مدارج التعليم

وميادين العمل – أن نعمل بها ونتبعها ؛ لنرتدي وشاح الجمال الذي تهدينا إياه لغتنا الفاتنة .

إليكم خطوات الوصول إلى الغاية عند الحديث والكتابة …

أولا : الاستفتاح أو الاستهلال وهو ما نسميه ( المقدمة ) :

هي أول ما يدبّ إلى الوجدان ، ويقرع الآذان ، ديباجة كلّ كلام ، إن أحسن الكاتب ديباجته ، ووفّق في مبدأ حديثه

وعى المتلقي بقية موضوعه ، وأقبل عليه بفكر حاضر ، ونفس متعطشة .

ومن براعة الاستهلال : استخدام أسلوب الاستفهام ، والنفي ، والحكم البليغة ، والأبيات الجميلة ..

وحتى نكون وإياكم في الصورة إليكم نماذج من الابتداءات المذهلة ، من الشعر والنثر ، التي تناسب الغرض المقصود :

* قال المتنبي يعتب ويتلطف :

أتظنني من زلّة أتعتّب ***** قلبي أرقُّ عليك مما تحسبُ .

* وقال آخر :

زمّوا الجمال ، فقل للعاذل الجابي ….. لا عاصم اليوم من مدرار أجفاني .

*وأوصى هارون الرشيد معلم ابنه الأمين بما كانت بدايته :

( يا أحمر : إنّ أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه ، وثمرة قلبه ، فصيّر يده عليك مبسوطة ، وطاعته لك واجبة )

وفي مقدمة لمناظرة ساقها كاتبها بين الليل والنّهار جاء أولها :

( لمّــا أسفر النّهار عن بياض الغرّة ، قابله الليل بسواد الطّرة ، ثم صار

الهزل جدًا ، واشتد النزاع بينهما جدّا ، فاستنجد كل منهما أميره ، وأفشى له سرّه وضميره …)

تلك بعض النماذج التي ظهر لنا فيها براعة اللفظ وسطوة الخيال ، مع إحضار ٍ للمقصود ، وبعدٍ عن الغلول .

هذا وعلى المبتدئ لحديثه أن يتخيّر اللفظ المناسب للغرض ، فإن كان مديحًا أو فخرًا أو غزلا فليكن كذلك ،

وإن كان هجاء أو رثاء أو غيره فبمثله يكون .

* وليحترز أكثر حين يكون الأمر ثناء وفخرًا ؛ فقد أخطأ بعضهم الاستهلال في المديح ؛ فبلغ غاية الضدّ بالتشاؤم والطيرة ..

من ذلك ما أحدثه ذو الرمة من نفور في نفس هشام بن عبد الملك بمقدمة قصيدته ( البائية ) التي جاء فيها :

مابــــال عينك منها المــــاء ينســـــكب ؟

قال هشام في الحال : ( بل عينك ) .

* كما أخفق جرير ( الشاعر الأموي المبدع ) في قصيدته التي مدح بها عبد الملك بن مروان ، حين قال في مطلعها :

أتصحو أم فؤادك غير صاح ٍ ….. عشيّة همّ صحبك بالرواح ؟!

قال عبد الملك منكرًا هذه المقدمة : ( بل فؤادك أنت يا بن المراغة …..) ؛

لأنّ في البيت ما يوهم أنّ المخاطب هو الخليفة ، في حين أنّ الشاعر قصد ذاته وعقله .

* وأنشد ابن مقاتل الداعي العلوي قصيدة كان أولها :

موعدُ أحبــــابك بالفرقة غـــــد ِ .

فقال له الداعي : ( موعدُ أحبابك ولك المثل سواء ) .

نماذجنا المختارة السابقة مثلها كثير في أقوالنا اليوم ، إذ نعجز عن إيصال المقصود ؛ فنقع في المحظور المرفوض .. !

ولكن حين يجعل الكاتب أوالمتحدث قلبه وعاءً لمعناه ، والعقل متنفسًا لهواه جاء كما يريد وإن لم

يكن لذلك مستعدًا ، من ذلك قول الشاعر الذي ارتجل مديحه وهو يرى أنّه عاجز عن الوفاء لممدوحه :

إن حارت الألباب كيف تقولُ ***** في ذا المقام فعذرها مقبـول

سامح بفضلك مادحيك فما لهم ****** أبدًا إلى ما تستحـق سبيـل

إن كان لا يرضيك إلا محسنٌ ***** فالمحسنون إذن لديـك قليـل

جاء في جواهر الأدب هذه النصيحة :

( إذا لم تسمح لك الطبيعة بنظم الكلام من أول وهلة ، وتعصى عليك بعد إجالة الفكرة ، فلا تعجل ،

ودعه سحابة يومك ، وأمهله سواد ليلتك ، وعاوده عند نشاطك ، فإنّك لا تُعدم الإجابة والمواتاة )

ثانيًا : العرض .

وفيه التخلّص من المقدمة والانتقال إلى صلب الموضوع وغايته ، وعليه يستوجب الملائمة بين

المقدمة والغاية ، لأن المتلقي يكون مشدود الانتباه بعد المقدمة الجيدة ، وهذا التلاؤم من شأنه

أن يحرّك نشاط المتلقي ، ويزيد من إقباله على المتابعة والاستمرار .

ومن جميل حسن الانتقال من المقدمة إلى العرض قول المتنبي حين انتقل من التشبّب إلى المديح :

خليلي مالي لا أرى غير شاعر ***** فكم منهم الدعوى ومني القصائد

فلا تعجبا إنّ السيـوف كثيـرةٌ **** ولكن سيف الدولة اليوم واحـد

وفي العرض لابد من التنوّع في الأساليب قدر الإمكان ، فمن الأساليب الجميلة :

* أسلوب الشرط ، أسلوب التمني أو الترجي ، الاستفهام ، الطلب بالأمر والنهي ،

الحض بهلا ، والعرض بألا .

وحبّذا إدخال بعض أقوال السلف من المأثور والحكم ، وما فاضت به كتب الأدب من روائع الشعر والنثر …

* وجميل أن يسبح الكاتب في الخيال ؛ ليقرّب المعنى إلى الذهن ، ويصبّ المعنى في قالب التصوير البياني البليغ .

*والكاتب المبدع من يستطيع أن يجعل في أسطره أنواعًا من الموسيقا ؛ لتحببّ المتلقي ، وتثير مشاعره ،

فما أجمل الطباق ( الشيء وضده ) والجناس ، والتكرار ، وفن الألغاز …..!

يقول عبد العزيز الجرجاني :

( والشاعر الحاذق يجتهد في تحسين الاستهلال والتخلّص وبعدها الخاتمة ، فإنّها المواقف

التي تستعطف أسماع الحضور ، وتستميلهم إلى الإصغاء ) انتهى كلامه .

( يقصد بالتخلّّص انتقال الشاعر من الديباجة التي هي الاستهلال إلى الغرض )

ثالثًا : الخاتمة .

وهي خلاصة القول ومنتهاه ، وفيها يبلغ المتلقي غاية الإشباع من العمل الأدبي ،

وهو ما يترسم في ذهنه ، فإن أجاد الأديب في خاتمة نال مقصده وحقق هدفه ..

ألسنا نقول : العبرة بالخواتيم .. ؟

وربما أفصح الأديب عن مطلبه في هذه الخاتمة ، وقد يجيد في خاتمته لبدرجة تمحو كل

تقصير في المقدمة والعرض ..

والمؤسف أن يخفق في اختياره لها ؛ فيمحو بهذا محاسن ما سبق

ألا فليتنبه الكاتب لهذا .

*************

* من جميل ما ختم به الكلام قول الشاعر :

وإنّي جدير إذ بلغتُكَ بالمنى **** وأنت بما أمّلتُ منك جديـرُ

فإن تولني منك الجميلَ فأهلُه **** وإلا فإني عـاذر وشكـور


* وأحسن الانتهاءات ما أذن بانتهاء الكلام ، ودلّ على الختام ، كقول الشاعر :

فلا حطّت لك الهيجاء سرجًا …… ولا ذاقت لك الدنيا فراقا .

* وفي الختام يحسن أن تكون الجمل مفصولة لا موصولة ، وبهذا يتميز المقال من خاتمته ، فتقول

مثلا كما قال أرسطو : ( فعلت ما أردت أن أفعل ، وقد استمعتم إلى ما سقت من حجج ،

أمامكم الحقائق ، أطلب منكم الحكم عليها ) .

وهناك من يفضل الانتهاء بالدعاء ، ولكن لابد أن يسبقه ختام للمضمون .
وكل عام وأنتم بخير

وعيدكم مبارك

[size="6"]حبّذا لو نسخت لنا أنموذجًا يُحتذى به من المقالات الجميلة شاكرين لك ما قدمت متمنين لك المزيد من النفيس المفيد.[/size]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.