تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإسلام والشعر

الإسلام والشعر

الإسلام والشعر
تباينت آراء النقاد في حكمهم على المستوى الفني لشعر الإسلام في خطاه الأولى وذهبوا- قدامى ومحدثين- إلى أكثر من رأي، بعضهم اعتقد أن الإسلام كان وراء ضعف الشعر وسقوطه إبداعاً وتألقا ، ً ورأى البعض الآخر تبرئة شعر الإسلام من تهمة الضعف تبرئة كاملة، فهم يربأون بالإسلام أن يتهم بالحيلولة دون إبداعات المرء وانطلاقاته البريئة في رحاب الخلجات النفسية، وبين هذا وذاك يقف آخرون مواقف اعتدال، والذي أثار هذه المسألة عبد الملك بن قريب الأصمعي عندما قال:" الشعر نكد بابه الشر، فإذا دخل في الخير ضعف".
هذه المقولة فتحت أبواباً للنقاد في الجدل والتباين في الآراء . والحقيقة أنّ الإسلام جاء والعرب لهم عادات يتفاخرون بها فأقرّ ما هو حسن منها كالوفاء، والأمانة، والصدق، وغيرها، ونهى عما هو سيئ كشرب الخمر، والسلب، والنهب ، وكان مما أقرّه مما يتفاخرون به الشعر. ولكنّ الإسلام عندما أقرّه الحسن ونهى عن المحرم
قال تعالى : {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } الشعراء 224 {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ }الشعراء225 . وقصد بهذه الآيات المشركين الذين تناولوا النبي صلى الله عليه وسلم بالهجاء، ومسوه بالأذى ، ما سواهم من المؤمنين فغير داخلين في ذلك ، فالله سبحانه استثناهم في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء226 ويقصد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم الذين ينتصرون له ويردون على المشركين كحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، فنجد حسان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويرد على أبي سفيان فيقول:
هجوتَ محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
وهذا كعب بن مالك رضي الله عنه يقول:
قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
فخيرها ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيفا
وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يقول مفتخراً:
وفينا رسول الله يتلو كتــــــابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به مؤمنــــــــــــات أن ما قال واقع
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الشعر الحسن ويعجب به، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الشعراء من الصحابة بالرد على المشركين ، وكان يقول لحسان بن ثابت رضي الله عنه:" اهجهم وجبريل معك".رواه البخاري ، وكان يصف الشعر فيقول إنه: "أشد على الكفار من نضح النبل".رواه أحمد ورُوى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :" ألا كل شيء ما خلا اللهَ باطل"رواه البخاري ورُوي عنه أنه قال: "إنّ من الشعرحكمة". رواه البخاري ، كما أنشد كعب بن زهير النبي صلى الله عليه وسلم مدحته الخالدة " بانت سعاد" وكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردة اشتراها معاوية من بنيه بعشرين ألف درهم ولقبت قصيدته من أجلها بالبردة ، واشتهر من سلفنا كثير ممن قالوا الشعر المباح في جميع أغراضه ومنهم شريح القاضي ، والشافعي، وعبد الله بن المبارك، وابن حزم، وابن القيم، وغيرهم كثير. ونقل عن سعيد بن المسيب أنه قيل له: إنّ قوماً بالعراق يكرهون الشعر فقال: لقد نسكوا نسكاً أعجمياً . وقد يقول قائل: لو كان في الشعر خير لكان رسول الله شاعراً وقد أجاب ابن رشيق على ذلك فقال: لو أنّ كون النبي غير شاعر غضٌ من الشعر لكانت أميته غضاً من الكتابة. فالشعر الحلال مجاله واسع ورحب، فمن الشعر الحلال الرد على المشركين، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، وشعر الزهد، والحكمة، والمدح ما لم يجاوز الغاية ويتعدى إلى الكذب، وكذلك الرثاء، والوصف ما لم يصف ما حرم الله، وأما المحرّم فهو الغزل الفاحش، والهجاء ونقصد هجاء المسلمين لا المشركين، ومن الشعر المحرّم التفاخر بالمعاصي وفعلها، ومن المحرّم المدح إذا تجاوز الحد، ومن المحرّم اقتباس شيء من القران أو الحديث ووضعه موضع الغزل والهجاء والعبث والهزل ، ولذا فإنني أهيب بكل شاعر آتاه الله مَلكَة الشعر أن يسخر ما وهبه الله في خدمة الإسلام والمسلمين .

السلام عيم
جزاك الله كل خير أخي العزيز سلمان 25 على هذا الموضوع الرائع

تقبلوا شكري وتقديري

اسعد الله مساءكم واشكر الاخ لطرحه هذا الموضوع الهادف لأن البعض أخذ من مفهوم الأية القرأنية والشعراء يتبعهم الغاوون أن الإ سلام حرم الشعر ولكن لو تتبعنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لرأينا العكس إذ الإ سلام شجع كل شعر فيه حث على فضيلة أو مكرمة أو دفاع عن الإ سلام اتمنى من الجميع فتح باب مثل تلك الموضوعات لنستفيد ونفيد

أخي العزيزالشاب وأخي العزيز بوح نجد جزاكما الله خيراً على مروركما

بار ك الله فيكم ورعاكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.