الحاج الصغير
قبل موعد سفر الحجاج إلى الديار المقدسة، أخذ سليم يذكر جده بالوعد الذي وعده إياه بأنه سيأخذه معه إلى الديار المقدسة في الحجاز ليحج معه، ويكون أصغر حاج في القرية كلها، حيث لا يخرج ألأولاد للحج مع ألأهل ، ذلك لصعوبة السفر وصعوبة مناسك الحج على الصغار في مثل سن سليم الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره
وافق الجد على طلب حفيده سليم بعد أن فشل في أقناعه للعدول عن السفر إلى الحج في هذه السن الصغيرة. فرح سليم بذلك وأخبر أصدقاءه في المدرسة، وجاء المعلمون والطلاب لوداعه، وتمنوا له حجا مقبولا، وأن تكون مناسك الحج سهلة علية، وطلبوا منه أن لا يثقل كثيرا على جده المسن
في البلاد المقدسة، تجمع الحجاج من جميع أنحاء العالم، أخذ سليم يسير بجانب جده لا يفارقه أبدا، ذلك لصغر سنه ولصغر حجمه ممكن أن يضيع في مكة المكرمة بكل سهولة، لهذا ألتصق بجده يساعده ويتعلم منه مناسك الحج
في مساء اليوم الثامن من ذي الحجة، والذي يسمى بـيوم بيوم التروية، أخذ الحجاج طريقهم إلى عرفه حتى يستعدون ليوم عرفة. شعر سليم بأنه كبر وأصبح بالغا، وهو في ملابس ألإحرام وبداية مناسك الحج مع الحجاج
في اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم عرفة، الذي فيه أهم أركان الحج الوقوف بعرفة. وقف سليم بجانب جده يصلي ويطلب من الله مغفرة الذنوب. في المساء أخذ الحجاج يفيضون إلى المزدلفة، التي هي المشعر الحرام، والمبيت فيها لالتقاط الحصى لرجم الجمرات. كان سليم يقوم بمناسك الحج سعيدا بجانب جده.
في اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم عرفة، الذي فيه أهم أركان الحج الوقوف بعرفة. وقف سليم بجانب جده يصلي ويطلب من الله مغفرة الذنوب. في المساء أخذ الحجاج يفيضون إلى المزدلفة، التي هي المشعر الحرام، والمبيت فيها لالتقاط الحصى لرجم الجمرات. كان سليم يقوم بمناسك الحج سعيدا بجانب جده.
في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى، ذهب سليم إلى منى مع جده وكل الحجاج، حيث يقومون برجم سبع حصاة في العقبة ألأولى، ومن ثم الطواف سبع مرات حول البيت الحرام, والشرب من ماء زمزم، بعد ذلك قاموا بالسعي سبع أشواط بين الصفا والمروة، اللتين هما منطقتين بداخل الحرم المكي، حيث كانت السيدة "هاجر" زوجة سيدنا إبراهيم ووالدة سيدنا إسماعيل" تجري بين الصفا والمروة لعلها تجد ماء بعد أن تركها سيدنا إبراهيم هي وابنهما سيدنا إسماعيل، والذي كان رضيعا آنذاك، وبعد شوطها السابع تفجرت عين ماء المسماة "بئر زمزم" تحت قدمي سيدنا إسماعيل وسميت بماء "زمزم" لكون السيدة "هاجر" كانت تغرف الماء بيديها خوفا من إهدارها وهي تقول "زمي زمي" أي اجتمعي.
بعد ذلك قام الحجاج بتقصير الشعر, وحل ألإحرام وتبادل تحيات العيد مع أخوانهم من كل بقاع ألأرض وتقديم ألتضحيات. في اليوم الثاني للعيد، قام الحجاج برجم الحصى بالعقبة الثانية وفي اليوم الثالث قاموا برجم الحصى في العقبة الثالثة، بعد ذلك قام الحجاج بطواف الوداع حول الكعبة المشرفة. في الحج قام سليم بكل مناسك الحج مع جده وجميع الحجاج.
فرح سليم لأنه أدى فريضة الحج في هذه السن الصغيرة، ولأنه تعرف على حاج صغير من مصر وآخر من الهند وثالث من فرنسا، وآخرون من كل بلاد العالم، حيث يأتي الحجاج إلى مكة من كل بقاع ألأرض لتأدية فريضة الحج في هذه الفترة من كل عام.
عندما عاد الحجاج إلى ديارهم وبلادهم، شعر سليم بالضعف والتعب، ولم يستطع الجلوس مع المهنئين الذين جاؤوا لتهنئته بالحج والعودة بالسلامة.لقد رقد في الفراش أسبوعا كاملا من التعب، لم يذهب إلى المدرسة، قرر والده أن يأخذه إلى الطبيب. بعد أن قام الطبيب بفحصه تبين أنه لا يعاني أي مرض، أنما تعب كثير وإرهاق شديد، بسبب الجهد كبير الذي قام فيه لأداء فريضة الحج والسفر.
عرف أصدقاءه أنه قد تعب كثيرا لأداء فريضة الحج ، لهذا أخذوا يدعونه "بالحاج سليم" وهو في هذه السن الصغيرة، وكان أصغر حاج في البلدة كلها
ليلى حاج