سلام عليكم بني يعرب ..
قبل مدة يسيرة طرح موضوع للنقاش يتعلق بمسألة النحو واللغة ، هل اللغة امتداد للنحو أم تراه هو العكس ؟؟!!
هل هناك فروق بينهما ؟؟!!
ما أعرفه أن النحو عبارة عن قواعد تم صياغتها لضبط اللغة والسيطرة عليها ، أما اللغة فهي ماسمع عن العرب
سواء أكان يرضخ لقاعدة نحوية أم لم يرضخ .
ولكي نقرب المنهل للواردين نأتي بهذا المثال :
فنحن نعرف أن في النحو لدينا مفرد ومثنى وجمع : السالم منه وغير السالم ، وكلنا يعرف أن يميز بين هذه الأنواع .
ولا يحق لنا ـ كما أعرف ـ أن نخلط بينها: فلا يجوز أن نقول مثلا :
أنتما أحمد .
أو : أنتما رجال .
أو : أنتم رجلان . ( وهذه الجملة كانت محل الخلاف ، إذ قال بعضهم يجوز ذلك ، واحتجوا بأن أقل الجمع اثنان
( في لغة العرب )، وبالتالي يجوز استخدام هذه الصيغة )
في اللغة يختلف الوضع فكما نعرف ـ من خلال عدد من الشواهد الشعرية ـ أنه يمكن أن نخاطب المفرد بالمثنى
كما في معلقة امرئ القيس : قفا نبك …
وأحيانا نخاطب المثنى بالجمع ، أو قل نحور الخطاب من المثنى إلى الجمع ، كما في الآية القرآنية :
( وإن فئتان من المؤمنين اقتتلوا … ) فقال تعالى ( اقتتلوا ) ولم يقل : اقتتلا ( وأن كان البعض يفسر هذا التحول
في الخطاب من المثنى إلى الجمع كون الفئتين تتشكلان في الأصل من عدد من المقاتلين أي ( لفيف من الناس ) .
ومنه أيضا : قول مالك بن الريب :
أقول ( لأصحابي ) ارفعوني فأنني يقر لعيني أن سهـــــــــــيل بـــدا ليا
( وخطَا ) بأطراف الأسنة مضجعي ( وردا ) على عيني فضل ردائيا
( ولا تحسداني ) بارك الله ( فيكما ) من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
( نلاحظ في الأبيات السابقة تحوير الخطاب من الجمع إلى المثنى ) ولا اظن أن هنا التفاتا في هذه الأبيات .
وأحيانا نجد صيغ للمفرد تستخدم للجمع أو العكس مثل : قول لبيد :
وسؤال ( هذا ) الناس كيف لبيد ُ …( استخدم صيغة اسم الإشارة (هذا : التي تستخدم للمفرد ) للجمع ( الناس )
وكان المفترض استخدام ( هؤلاء ) .
ومنه قوله تعالى : ( أم يقولون نحن جميع منتصر )==> ( نحن ) استخدم معها منتصر وليس (منتصرون .)
* من وجهة نظر خاصة أقول :
أن أقل الجمع في النحو ثلاثة وإلا لما وجد عندنا مفرد ومثنى وجمع وكل له تعريفه ، أما في اللغة فإن أقل الجمع
اثنان ، فالعرب كما أعرف يطلقون على الاثنين جمعا وخاصة في ترحالهم .
فأخلص إلى أنه يجوز للغوي مالا يجوز للنحوي .
أتمنى منكم أن تدلوا بدلائكم في هذي البئر ، لتستخرجوا لنا ماء زلالا..،
كما أطمع أن تمدونا بمزيد من الشواهد .. ودمتم .