السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته
<div align=’right’>تحدثت مرة مع مجموعة من طلابي ودار النقاش حول هل يستطيع الإنسان تغيير نفسه من خجول إلى واثق من نفسه ؟ وهل يمكن أن تساهم التربية في جعل الطفل خجولا أو واثقا أو جرئيا ؟
ولماذا نجد البعض منذ نعومة أظفاره واثقا ذو شخصية قوية ، والبعض ذو شخصية ضعيفة خائفة.
هنا كل دلى بدلوه بأن التربية من الأب والأم هي الأساس ، والمشاكل الأسرية قبل دخول المدرسة وأن التقريع المستمر والعقاب البدني هو السبب ، وأن التعنيف بالكلام والحط من مكانته بشكل دائم أنه من معوقات إنشاء إنسان سوي .
وقال البعض الآخر أن السبب الرئيس هو إما في الدلال الخائر أو التجبر والقسوة .
بما أن البعض بدأ بجعل والديه أو أحدهم متهما فهنا حاولت أن أوضح لهم أن الوالدين وإن أخطآ في التربية إلا أن قصدهما في الغالب سليم ، ولنرجع لموضوعنا .
ثم تقدم أحد الطلاب(من خلف الفرسان) كما أقول له كلما بدأ بالإجابة وأبدى مايراه قائلا : بأن الإنسان منا يخلقه الله ومعه شفرته النفسية ، وحاول تقريب وجهة نظره لي لزملائه بأن الإنسان يأتي للحياة وكأنه عبارة عن قوالب على أشكال معينة كل شخصية لها قوالبها الخاصة ، ولن يستطيع أحد أن يغير في شكل ذلك القالب تماما ، ربما يحسن منه لكن أن يغيره لنقيضه فماسيقوم به ليست إلا محاولات فاشلة ، ليس لها أي منطق .
الحقيقة أنني رجعت للبيت ومازلت أفكر للآن في كلامه على الرغم من مضي أكثر من شهر على هذا النقاش ، والذي أستفدت أنا منه كثيرا ، خرجت بأن الجيل الجديد يختلف عن جيلنا بأشياء بعضها في صالحه وأخرى ليست كذلك ، ولكن الكثيرين من الطلاب لديهم إشكالات نفسية وصراعات داخلية متقدة ، وإحباط واضح ، وكثيرين لايرون في أنفسهم الجرأة في الوقوف والحديث أمام جمع من الناس ، إما خوفا من نظرة الآخرين أو خوفا من أن يجد أنه ليس كما يود أن يكون .
أتذكر في دورة تدريبية عن مواد اللغة العربية وقد بدأ النقاش يدور حول مادة (التعبير) وضعف الطلاب فيها فإذ بأحد المشرفين يقوم بمقارنة بين طلابنا وطلاب مصر في القدرة على التعبير ، وأفاض بأن السبب في المعلم ، فقمت وطلبت الكلام ، وقلت له أن المعلم ليس بالضرورة أن يكون سببًا أوليًا وإنما موضوعات التعبير المفروضة من الوزارة على الطلاب كمنهج ، وكذلك ثقافة السماح بالحديث للطرف الآخر وتحمل اختلاف وجهات النظر في حدود الأدب سبب آخر ، ثم أوقفني وطلب من بقية الزملاء الإدلاء بآرائهم حول تسبب المعلم في ذلك ، بينما غص فمي بماء كدت أقول الناتج عن فوبيا الكلام في الأمور السياسية هو سبب رئيس نتج عنه هلع اجتماعي حول الخوف من التعبير عما تكتنفه النفس حول القضايا الاجتماعية أو حتى ما يمس الطفل أو المراهق .
لبى قلبها أشكرك على التعليق الراقي000000000000000000000000000للك فائق تحياتي