الملاحظ أن علماء الاجتماع يعلقون أهمية كبيرة على العوامل الاجتماعية كسبب من أسباب الجريمة بل أن بعضهم يعزو الجريمة إلى العوامل الاجتماعية فقط أو كسبب رئيسي لها,في الوقت الذي نجد أن أنصار الاتجاه البايولوجي في تفسير الجريمة,أن العلة في الفرد نفسه وأنه محور الدراسة أما بقية العوامل فأنها ثانوية.
بينما علماء النفس يكاد بعضهم يحصر عوامل الجريمة لأسباب نفسية والواقع لا وجود فاصل بين العوامل النفسية والبيئية بل أن الامتزاج بينهما لا يمكن فصله بأي شكل من الإشكال.وفي العراق بالرغم من عدم وجود دراسات وأبحاث تتميز بالشمول عن السلوك الإجرامي للإحداث ومع ذلك يمكن القول أن هناك عامل رئيسي لجنوح الإحداث وهو ما يطلق عليه بالصد النفسي,ويقصد به عدم قدرة الحدث على التكيف الاجتماعي أو عدم قبول الواقع الذي يعيش فيه وذلك بسبب شعوره عدم الانتماء إلى أسرة ترعاه يشعر في ظلها بالأمن والاستقرار النفسي أو أن الظروف الأسرية لاتحقق له هذا الاستقرار,ومن خلال الجرائم التي نظرتها محكمة الإحداث في بغداد خلال عدة سنوات يمكن القول أن أغلب هذه الجرائم قد ارتكبت من قبل أحداث ينتمون إلى أسر مفككة متصدعة ماديا وأسريا وذلك لان للأسرة دورها البارز في حياة الحدث ومستقبله.
وأن العوامل التي تؤثر على ظاهرة جنوح الإحداث باعتبار هذه الظاهرة تمثل صورة من صور السلوك الجانح ذات سمات وخصائص معينة تختلف عن ظاهرة السلوك الإجرامي المرتكبة من قبل الجانحين الذين تتجاوز أعمارهم مرحلة الحداثة والشباب.
لقراءة المزيد . . . اضغط هنا