تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الوقت أكثر ما عُنيت بحفظه *** وأراه أسرع ما عليك يضيع

الوقت أكثر ما عُنيت بحفظه *** وأراه أسرع ما عليك يضيع

ما تزال أصداء صيحة الشاعر العربي حول الوقت تتردد أصداءها في زماننا الحاضر حين قال:

الوقت أكثر ما عُنيت بحفظه *** وأراه أسرع ما عليك يضيع

وأبلغ من ذلك وأعمق تأثيرا في نفوس الكثيرين ما أثر عن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حين قال: ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع …) وجاء في الأربع ( وعن عمره فيم أبلاه). صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).

ولكن ما هي أحدث تجليات الاهتمام بالوقت وتنظيمه في العصر الحديث ؟

يدخل الوقت والاهتمام به ضمن علوم الادارة.والاداريون عند معالجتهم لهذا الموضوع يجردونه من الصبغة الدينية. فالدين الاسلامي ينظر للوقت أنه هو الحياة وأنه يجب أن يستغل للعمل لبناء الآخرة التي تمثل الحياة الحقيقية. والاداريون في تجريدهم لهذا الموضوع من الجانب الديني له يفقدونه الجانب التأثيري المهم ويصبح كائنا لاحياة فيه. ولكن لا بأس من التعرف على أساليبهم في ذلك ووضعها في السياق المناسب.

لقد مر الاهتمام بتنظيم الوقت ضمن علم الادارة بمراحل عديدة :

في البداية كانت النظرة قصيرة الأجل وكان الاهتمام منصبا على وضع جدول زمني للمهام المطلوب انجازها
تطور الأمر بعد ذلك وأصبح يأخذ نظرة بعيدة الأجل نوعا ما تصل إلى سنة أو أكثر
ازدادت النظرة بعدا زمنيا أبعد فوجد علماء الادارة أنفسهم بحاجة لوضع الأهداف البعيدة من أجل إدارة أفضل للوقت
مؤخرا ظهر مفهوم الرسالة في علم الادارة ويرى علماء الادارة أن وجود رسالة لكل فرد مما يزيد في فعالية إدارة الوقت
هذه الرؤية الأخيرة لإقحام دور الرسالة في إدارة الوقت تجعلنا نقول بأن علماء الإدارة في العصر الحديث قد انتهوا أخيرا إلى حيث يبدأ الانسان المسلم الذي يعرف رسالته في الحياة. فوجود مثل هذه الرسالة في حياة الانسان يجعله يفكر في كل لحظة من لحظات حياته ، كيف ينبغي أن أقضي هذه اللحظة. وهناك بعدا آخر يضفي مزيدا من القوة في نظرة المسلم للوقت ليس موجودا في النظرة الإدارية، ألا وهو بعد اليوم الآخر. أقصى ما يمكن أن تصل إليه النظريات الادارية في حديثها عند كتابة الرسالة لمدة زمنية أطول الكلام عن 50 سنة أو مائة سنة عند الكلام عن الرسالة الشخصية، وقد يصل الأمر إلى بضع مئات من السنين عند الحديث عن رسائل الأمم والمنظمات. أما المسلم فإن بعده الزمني يتجاوز إطار الحياة الدنيا لينطلق إلى البعد الأخروي، فهو عندما يعمل ويستغل وقته ينظر إلى آثار ذلك في الحياة الدنيا وإلى آثاره في الآخرة

منقول

الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.