تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ايهما أحوج إلى التقويم : ( بصر الطالب أم بصيرة المعلم !! ) قصة واقعية

ايهما أحوج إلى التقويم : ( بصر الطالب أم بصيرة المعلم !! ) قصة واقعية

ايهما أحوج إلى التقويم : ( بصر الطالب أم بصيرة المعلم !! ) قصة واقعية


شَخَصَ ذلك ( المربي) بهامته الفارعة الفارغة واستشاط حنقا وهو يرمق الطالب الذي خانه التعبير وأناخ به من الخجل حمل بعير , أجاب خطــــأً وهو يظنه الصواب , صح منه العزم وأبى عليه الدهر , ارتبك الطالب الضعيف وحملق بعينيه الغائرتين في جناب المعلم وقد علته الرّحضاء وهو ينتظر من المعلم تلك العبارة – اللعينة – التي فُــطر عليها فم ذلك (المربي) !!
كان الطالب يعاني حولاً في عينيه وكان يناديه في أثناء تعنيفه وزجره بعبارة تمنى الطفل انه لم يولد ليعيش تحت وطأتها !

تنهال عليه الضحكات من أفواه زملائه الذين أحاطوا به ولم يجد -ذلك الصغير البريء- مايرد على الهجوم الكاسح والعبارة الجارحة سوى (( الاستسلام ))..

وحين اشتدت الرمضاء عاد الطالب إلى منزله حزيناً متأثراً مكسور القلب مثقل الجنان …

امّــا قلب هذا المعلم فقد كان ( كالحجارة أو اشد قسوة ) فظا غليظ القلب انفض من حوله من جِيء بهم ليربيهم ..!
لاك الكلمة في فيه دون أدنى إحساس ومضى آمناً في سربه معافا في بدنه ! ولكنه لايعلم حجم الجرح الذي الغائر الذي شرخه في كيان هذا الطفل ومشاعره وأحاسيسه ووجدانه , لايستشعر قدر المعاناة التي اختلقها وخلفها في ذات الطالب وهو يستمع إلى تلك الكلمة التي سيرددها زملاؤه على مسامعه البريئة بشكل يومي حتى تحل محل اسمه ! (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))..
أيها الأحبة .. انطلاقا من هذا المبدأ الرباني الضخم نستطيع التأكد بان الحول ليس في عيني هذا الطالب ولكنه في عقل وقلب وتفكير ذلك المربي – الدخيل على التربية – وأن هناك حاجة ماسة وسريعة إلى علاج بصيرته وتقويمها قبل علاج هذا الطالب وتقويمه ..!
وقس على ذلك العديد من العبارات التي يضيق المعلم ذرعا ويكاد يتميز من الغيظ حتى يطفئ جُلّ غليله بعبارة تهكمية نشاز يصعق بها وجدان الطفل , لتخبو نار الغضب في وجدان ذلك المربي
!

"
ويارب من اجل الطفولة وحدها**** أفض بركات السلم شرقا ومغربـا

وصن ضحكة الأطفال يارب إنها****إذا غردت في موحش الرمل أعشبـا

ويارب حبب كل طفل فلا يرى ****وإن لج في الإعنات وجها مقطبـا

وهيئ له في كل قلب صبابةً **** وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبــا

ويارب إن القلب ملكك إن تشأ ****رددت محيل القلب ريَّانَ مخصبـا "

فهد بن على الغانم / الرياض
معلم صفوف أولية
رمضان هــ
.
.
.
.
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.