تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » خطبة صلاة الاستسقاء

خطبة صلاة الاستسقاء

الحمدُ لله الذي خَلَق كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقدِيرًا، سُبْحَانَهُ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوات والأَرضِ وَإِليهِ يُرجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ، وكان بعباده سميعاً بصيراً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وهو أحقُ أن يُذكر بكرةً وأصيلاً، وأشهد أنَّ سيّدنا ونبيّنا محمَّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى , إن تقوى الله سبحانه حمت أولياءَ الله محارمَه، وألزمت قلوبهم مخافتَه، استقربوا الأجل فبادروا العمل :
يقول الله تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) , إن أكبر فساد في هذه الأرض هي الذنوب والمعاصي التي تفسد الإنسان ويتجاوزه فسادها حتى يكون سببا في فساد هذه الأرض , )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) قال مجاهد: "إنَّ البهائم لتلعَن عصاةَ بَني آدم إذا اشتدَّت السَّنة وأمسك المطر، وتقول: هذا بشؤمِ معصيةِ ابن آدم , ويقول انس بن مالك رضي الله عنه (إن الضب في جحره يموت هزلا بذنب ابن آدم ) , فلا حول ولا قوة إلا بالله ,انظر أخي إلى أن آثار تلك المعاصي والذنوب كيف طالت وتضررت منها هذه الدواب الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة , بل وتموت بسبب الذنوب .
وإن الناظر في تاريخ الأمم من عهد آدم إلى زماننا اليوم ليجد أنه ما من أمة خالفت منهج الله الذي ارتضاه لعباده وحادت عنه إلا أخذهم الله بشديد العقوبات جزاء وفاقا ولا يظلم ربك أحدا .
وواقع المسلمين اليوم يئن ويتوجع من النكبات والبلايا التي تصيبه من هدم وتدمير وتسلط الأعداء عليهم والمجاعات والنقص في الأموال ما حصل مثل هذا إلا بعدما تخلى المسلمون عن دينهم فارتضوا الذل والهوان لمخالفتهم أمر الله. واستبدال الطاعة بالمعصية يقول الله (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ,
يقول الله تعالى : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
ويقول سبحانه : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) .
أيها الأحباب : إن السبب معروف وإن العلاج لذي اللب مكشوف فلن نخرج من هذه الأزمة التي نحن فيها إلا بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل , عل الله أن يبدل حالنا , ويغفر زلاتنا وينزل علينا من بركات السماء , ويخرج لنا من خيرات الأرض .
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .
وأكثِروا من الاستغفار فان الاستغفار سبب للرزق ورحمة الخلق و الاستغفار مفتاح كل باب ومفتاح كل صعب وسبب لنزول الأمطار ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) قرأها الفاروق رضي الله عنه من على المنبر يستسقي ثم قال: (لقد طلبتُ الغيثَ بمجاديح السماء التي يُستنزَل بها المطر). وقال تعالى ( لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
وكل واحد منا مخاطب بهذا الكلام بالدرجة الأولى نعم قد يكون البلاء ما حل إلا بسببك فتب واستغفر الله .
عبادَ الله، أما وقد خَرجتُم تستغيثونَ وتستَسقون فأظهِروا الحاجةَ والافتقارَ، واعقِدوا العزم والإصرار على اجتنابِ المآثِم والأوزارِ، والله تعالى أمر بالدعاءِ ووعَد بالإجابة وهو غنيٌّ كريم سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فاستغفِروا وادعوا، وأبشِروا وأمِّلوا، وارفعوا أكفَّ الضّراعة إلى الله مبتهلين.

اللّهمّ أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهمّ أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغثنا، غثيًا هنيئًا مَريئًا غَدَقًا طبَقًا مجلِّلاً سحًّا عامًّا دائمًا نافعًا غيرَ ضار عاجلاً غير آجل، اللّهمّ تحيي به البلادَ وتسقِي به العبادَ وتجعله بلاغًا للحاضِر والباد، اللهم اسقِ عبادك وبهائمَك وأحيِ بلدَك الميت، اللهمّ سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، اللهمّ سقيا رحمة، لا سقيا عذابٍ ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللّهمّ إنَّ بالعباد والبلادِ مِنَ اللواء والجَهد والضّنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبِت لنا الزرع وأدِرَّ لنا الضّرع وأنزِل علينا من بركاتك، اللّهمّ ارفَع عنا الجهدَ والجوعَ والعُري، واكشِف عنا من البلاءِ ما لا يكشفه غيرك.
اللّهمّ إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا. اللّهمّ إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنّا بذنوبِنا فضلك.
اللهم أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوّةً لنا على طاعتك وبلاغًا إلى حين. اللّهمّ أسقِنا الغيثَ وآمِنّا من الخوف ولا تجعلنا آيسين ولا تهلِكنا بالسنين واغفِر لنا أجمعين واكشِف ما بالمسلمين من بلايا يا أرحم الراحمين.
ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار

هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إعداد :أ. ماهر جمال maher_08@hotmail.com

هذه خطبة الاستسقاء أقدمها إلى كل أحبابي المعلمين للمرحلتين الابتدائي والمتوسط من إعدادي مواكبة لأحداث التي تحصل من حولنا من الثورات ، والزلازل … فأسأل الله أن يغيث العباد والبلاد واسأله أ، يجعل ما أقدمه لكم خالصاً لوجهه الكريم وأن يتقبله منا .. لا تنسوني من الدعاء

يا اخوان عذرا حاولت أنزل المرفق بصيغة الوورد ، ما هو راضي ينزل معي يكتبلب ( فشل الرفع ) هل أحد عندوا خلفية كيف أستطيع إرفاق الملف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر الجمال
يا اخوان عذرا حاولت أنزل المرفق بصيغة الوورد ، ما هو راضي ينزل معي يكتبلب ( فشل الرفع ) هل أحد عندوا خلفية كيف أستطيع إرفاق الملف
جزاك الله خيرا

بالنسبة لفشل الرفع فهي مشكلة عامة لدى الكثير من اعضاء المنتدى

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.