تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد (61)

من الزيارات التي لاأنساها زيارة توجيهية قمت بهالمدارس الرياض الأهلية ، لما دخلت على المرشد في مكتبه و تباحثت معه حول عمله الإرشادي وبالذات مع الحالات الفردية ، فقال لي يا أستاذ إبراهيم لدي حاله غريبة ، طالب بالمرحلة الثانوية ويمارس السرقة ، فأدركت أن سبب سرقته للوهلة الأولى ليس بدافع الحاجة المادية ،فهو أحد طلاب مدارس الرياض ، فكيف يكون محتاجا للسرقة ؟، فقلت للمرشد أعتقد أن سبب سرقته هو لفت الانتباه إليه فقط بدلالة أنه يسرق أشياء لاقيمة لها ومن ثم يرميها ،أو يعيدها لأصحابها وعندما قابلت الطالب لاحظت أنه يتسم بالنبل والذكاء ومظهره يدل على النعمة والثراء وفعلا زودني بأرقام لمكتبه الخاص ولمؤسسة هو يديرها ، كما أنه يحب أن يوضع اسمه في أي عمل يشارك فيه .
السرقة ليست خاصة بالفقراء فلها دوافع عديدة وتوجد في جميع طبقات المجتمع ، فمثل هذا الطالب لاتعوزه الحاجة كما ذكرت لكنه يحتاج إلى جلسات إرشادية من قبل المرشد ويطبق عليه بعض النظريات الإرشادية الملائمة لهذا النوع من السلوك غير المرغوب مثل نظرية الإرشاد العقلاني للبرت إلس والعلاج السلوكي المعرفي ، وكنت قد أقترحت على أحد المسئوين بمدارس الرياض إيجاد وحده إرشاديه تمارس هذا النوع من العلاج ، ولكن اقتراحي مع الأسف لم يتم تنفيذه ، مع أني قلت ممكن أن تستقبلوا طلابا آخرين من خارج المدارس وتكون هذه الوحدة دعاية للمدارس وعملا إنسانيا تثابون عليه من الله.
مشكلة تدخل الآباء في مستقبل الأبناء منعطف خطير قد يؤدي بالابن إلى الانحراف- لاقدر الله – بعض المرشدين الحاذقين الذين أتمنى وجودهم في مدارسنا يكونون عادة صمام الأمان في مثل هذه المواقف فيستطيعون أن ينقذوا من يتعرض لضغوط نفسية من والديهم لاسيما الأب عندما يجبر ابنه على دراسة تخصص معين لايميل إليه أو أنه لايتناسب مع قدراته وميوله ، ربمالجهله أو حرصه الزائد فيضغط على ابنه للالتحاق بكلية الهندسة مثلا أو الطب مع أن ابنه يرفض ذلك لاحساسه أنه لايستطيع مواصلة الدراسة في هذا التخصص ، ولكن الأب يجبره على ذلك فيلتحق الابن إرضاء لوالده ويمكث فترة من الزمن ثم ينسحب وقد يصاب بأزمة نفسية تمنعه من مواصلة الدراسة ألبته .
أورد لكم ردا لإحدى الأخوات الفاضلات على مقال سبق لي أن نشرته في بعض المنتديات يتحدث عن الحاجات الإرشادية للطلاب والطالبات والبيئة الإرشادية ، ومدى توفرها في مارسنا.

أعجبت جدآ بموضوعكم الشيق واضم صوتي لصوتكم بسؤال يقلقني ويحيرنيمتى يتطور الإرشاد ؟هذا السؤال لانأمل ولن نأمل بتحقيقه إلا بشروط وهي:ـ
1
ـوجود مرشدة طلابية متخصصة لديها المهارة والكفاءة المهنية في مجال الإرشاد وليستمجرد معلمة ملت من التدريس وأرادت أن تكمل بقية سنوات خدمتها وتتسلم نفس راتبهافكلفتها مديرة المدرسة بإرشاد الطالبات .
2
ـ مديرة متفهمة لحاجة الطالباتورغباتهن وإحتياجهن النفسي لمن يتفهم خصائص نموهن وإحتياجهن النفسي والمعنويوالإجتماعي والتربوي ويحتويهن ويوجه سلوكهن التوجيه السليم لامجرد اي معلمة يقتصردورها على وضع خطط على الورق فقط وإذاحدثت مشكلة قامت المديرة أوالمساعدة بسحبالطالبة وتهزيئتها ومن ثم فتح صحيفة سلوك لها هكذا بلا توجيه أو فهم للأسباب بحجةانه لايوجد لديهن وقت لدلع البنات .
3
ـ مشرفة متابعة منظمة متعاونة مشاركةللمرشدة في كل أعمالها بدء من الخطة وحتى الإختبارات لاتضع حجة ان لديها مدارسعديدة ولاتستطيع زيارة المدرسة الواحدة إلا مرة كل فصل داسي فقط لتشير وتسجل توصياتوردها ان المرشدة هذا هو مستواها فماذاتريدون ان نفعل? .
4
ـ عدم وجود الدوراتالتدريبية وورش العمل المطورة لعمل المرشدة وعدم تنظيم زيارات مستمرة بين المرشداتبعضهن البعض ليكتسبن خبرات في مجال عملهن .
5
ـ عدم وجود بيئة مدرسية مناسبة حتىتقوم المرشدة بعملها فنجدها تجلس في حجرة اوشبه حجرة اشبه ما تكون منعزلة أوسجنإنفرادي بعيدة عن الطالبات لاتعرف ماذا يدور بين الفصول ؟إلا إذا تحركت وتجولت فترىالعجب العجاب وإذا دخلت الطالبة تعاني من أي ظرف صحي مفاجئ تطلب منها الانتظارخارجا لأنه لايوجد المكان الكافي والمناسب .
إذآ بعد أن تحل كل هذه المعضلات فيالتوجيه والإرشاد ستجد الرد على سؤالك وسؤالي وسؤال كل من له ضمير ويشعر بأنالمدارس أصبحت مكان للعقوبات وتوتر النفسيات وليس للتربية والتعليم .
وان اؤيدك يا أختي الفاضلة في جميع ماذهبتي إليه فليست مدارس البنين بخير من مدارس البنات ، فما تجدينه في مدارس البنات هو عينه موجود في مدارس البنين إلا من رحم ربي ، الإرشاد يحتاج وقفه يحتاج جهد كبير من المسئولين لتطويره وإقالته من عثرته ، والله يحفظك والسلام عليكم .
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.