القصيدة:
لكل شيء اذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
دهى الجزيرة أمر لاعزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
فاسأل بلنسية, ما شأن مرسية
وأين شاطبة , أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
قواعد كن أركان البلاد فما
عسى البقاء اذا لم تبق اركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الاسلام خالية
قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما
فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة
حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يامن لذلة قوم بعد عزهم
أحال حالهم كفر وطغيان
فلو تراهم حيارى لادليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم
لهالك الامر واستهوتك أحزان
يارب أم و طفل حيل بينهما
كما تفرق أرواح وأبدان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان