سعيد وورقة الشجر
ليلى حاج
سعيد طفل في الثامنة من عمره، يتعلّم في الصف الثالث، ويحب مدرسته كثيرا. اعتاد سعيد أن يمرّ يوميا وهو ذاهب إلى المدرسة بجانب بستان العم مرزوق، ذلك البستان المليء بمختلف أنواع الأشجار .
قي بداية المدرسة، أي في شهر أيلول كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية إلى كل مكان، كي تبعث فيه الدفء والحنان، وأخذت الأشجار تستقبل أشعة الشمس بفرح وسرور كي تأخذ من أشعتها القدر الكافي قبل أن يحلّ فصل الشتاء.
لاحظ سعيد وهو يمر بجانب البستان أنّ أوراق الأشجار التي كانت خضراء اللون يانعة، اخذ لونها يتغيّر رويدا رويدا إلى اللون الأصفر، وكان ينظر إلى هذه الأوراق الصفراء الذهبية اللون ويزداد سعادة وسرورا.
و ذات يوم بينما كان عائدا من المدرسة ، كان الجو معتدل الحرارة، يتذكر ذلك لأنه في الليلة الماضية كان الطقس باردا، وشعر كأن الشتاء قريب، حيث هطل بعض المطر، لكنه الآن وهو عائد من المدرسة كان يشعر بدفء حرارة الشمس، عندها توقف وأخذ يراقب أوراق الشجر، وفكّر في نفسه قائلا: " كيف يتغّير لون أوراق الشجر لوحده..!!".
في هذه الأثناء، هبت رياح خفية، أخذت تداعب الأشجار، كأنها تلعب معها، وبينما هي كذلك، أخذت هذه الأوراق تتساقط على الأرض، كأن الشجر كان يلبس ثوبا اصفر اللون، وبدأ بخلعة استعدادا للبس ثوب جديد، في مرحلة جديدة من الطقس.
كان سعيد ينظر إلى هذا المنظر مستمتعا فيه، ورويدا رويدا أخذت قوة الرياح تزداد، وصارت تحمل معها هذه الأوراق، كأنها تريد أن تسافر بها إلى مكان بعيد، لكن كانت ورقة واحدة من شجرة التفاح قد علقت بشعر سعيد وتمسكت فيه، وكلما هبت الرياح قوية، ازدادت هذه الورقة تمسكا بشعر سعيد، ولم يلاحظ سعيد أي شيء، ولم ينتبه لهذه الورقة التي تمسّكت بشعره، وبينما هو كذلك، شعر أن الطقس قد ازداد برودة، وخاف أن يهطل المطر عليه في النهار، كما هطل في الليل وهو لا يملك مظلّة تقيه من التبلبل في المطر.
عاد سعيد إلى البيت مسرورا بما شاهده في بستان العم مرزوق، وعندما دخل البيت ، وأراد أن يبدّل ثيابه، نظر في المرآة فرأى ورقة الشجر الصفراء عالقة في شعره، تناولها بكل حنان، ووضعها داخل كتاب اللغة الذّي يدرس فيه يوميا، ولم يلاحظ أن هذه الورقة كانت حزينة جدا.
في اليوم التالي، عندما أراد سعيد أن يدرس في كتاب اللغة، فتحة وأخذ ينظر إلى ورقة الشجر الصفراء مستمتعا بلونها الجميل، وينما هو ينظر إليها سمع صوتا يقول: " ضعني على الشبّاك، أريد أن اذهب إلى أخواتي، أنا حزينة هنا لوحدي.."
نظر سعيد حوله، ولم يعرف من أين يخرج هذا الصوت، وعاد من جديد، ينظر إلى الورقة الصفراء الموجودة في الكتاب، ويقول لها:" كم أنت جميلة، بالأمس في فصل الربيع، كنت خضراء اللون، وها أنت الآن في الخريف صفراء ذهبية اللون..!!"
إلا أن الصوت، عاد يقول:" أرجوك أريد أن أعود إلى أخواتي كي أتجدد معهم في الربيع، لا تنظر بعيدا.. أنا هنا داخل الكتاب، أنا ورقة الشجر الصفراء…هيا ضعني على الشباك، سوف تهب الرياح بعد قليل..".
احتار سعيد في أمره، لكنه لم يتردد وحمل ورقة الشجر ووضعها على الشباك حتى يرى ماذا يحصل معها، وما هي إلا لحظات حتى هبّت رياح قوية، حملت معها ورقة الشجر الصفراء وطارت بها بعيدا عن شباك سعيد، ولاحظ سعيد أن ورقة الشجر تلوح له بيده، وسمعها وهي تقول له: " شكرا يا سعيد، أنا الآن سعيدة جدا لأني سأذهب إلى أخواتي، كي نستريح بعض الوقت ونعود بلون جديد في الربيع" وطارت ورقة الشجر بعيدا إلى العالي.
شعر سعيد أن شجرة التفاح قد تنفست الصعداء، وارتاحت لأنها لم تهدأ منذ أن علقت ورقتها بشعر سعيد، وصارت تخرج صوتا حزينة كلما هبت الرياح، أما الآن فقد هدأت وسمعها تشكره بصوت هادئ، وتقول له : " شكرا لك يا سعيد، لأن ورقتي عادت لي، وسوف ترجع خضراء يانعة في فصل الربيع".
عندها عرف سعيد أن الخريف هو فصل ألأمل، وفصل الانتظار للتجدد، وعرف أن لكل شيء فصل وموسم، حتى أن أوراق الخريف الصفراء تمسكت بكونها صفراء كي تعود متجددة وخضراء في فصل الربيع.
سعيد طفل في الثامنة من عمره، يتعلّم في الصف الثالث، ويحب مدرسته كثيرا. اعتاد سعيد أن يمرّ يوميا وهو ذاهب إلى المدرسة بجانب بستان العم مرزوق، ذلك البستان المليء بمختلف أنواع الأشجار .
قي بداية المدرسة، أي في شهر أيلول كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية إلى كل مكان، كي تبعث فيه الدفء والحنان، وأخذت الأشجار تستقبل أشعة الشمس بفرح وسرور كي تأخذ من أشعتها القدر الكافي قبل أن يحلّ فصل الشتاء.
لاحظ سعيد وهو يمر بجانب البستان أنّ أوراق الأشجار التي كانت خضراء اللون يانعة، اخذ لونها يتغيّر رويدا رويدا إلى اللون الأصفر، وكان ينظر إلى هذه الأوراق الصفراء الذهبية اللون ويزداد سعادة وسرورا.
و ذات يوم بينما كان عائدا من المدرسة ، كان الجو معتدل الحرارة، يتذكر ذلك لأنه في الليلة الماضية كان الطقس باردا، وشعر كأن الشتاء قريب، حيث هطل بعض المطر، لكنه الآن وهو عائد من المدرسة كان يشعر بدفء حرارة الشمس، عندها توقف وأخذ يراقب أوراق الشجر، وفكّر في نفسه قائلا: " كيف يتغّير لون أوراق الشجر لوحده..!!".
في هذه الأثناء، هبت رياح خفية، أخذت تداعب الأشجار، كأنها تلعب معها، وبينما هي كذلك، أخذت هذه الأوراق تتساقط على الأرض، كأن الشجر كان يلبس ثوبا اصفر اللون، وبدأ بخلعة استعدادا للبس ثوب جديد، في مرحلة جديدة من الطقس.
كان سعيد ينظر إلى هذا المنظر مستمتعا فيه، ورويدا رويدا أخذت قوة الرياح تزداد، وصارت تحمل معها هذه الأوراق، كأنها تريد أن تسافر بها إلى مكان بعيد، لكن كانت ورقة واحدة من شجرة التفاح قد علقت بشعر سعيد وتمسكت فيه، وكلما هبت الرياح قوية، ازدادت هذه الورقة تمسكا بشعر سعيد، ولم يلاحظ سعيد أي شيء، ولم ينتبه لهذه الورقة التي تمسّكت بشعره، وبينما هو كذلك، شعر أن الطقس قد ازداد برودة، وخاف أن يهطل المطر عليه في النهار، كما هطل في الليل وهو لا يملك مظلّة تقيه من التبلبل في المطر.
عاد سعيد إلى البيت مسرورا بما شاهده في بستان العم مرزوق، وعندما دخل البيت ، وأراد أن يبدّل ثيابه، نظر في المرآة فرأى ورقة الشجر الصفراء عالقة في شعره، تناولها بكل حنان، ووضعها داخل كتاب اللغة الذّي يدرس فيه يوميا، ولم يلاحظ أن هذه الورقة كانت حزينة جدا.
في اليوم التالي، عندما أراد سعيد أن يدرس في كتاب اللغة، فتحة وأخذ ينظر إلى ورقة الشجر الصفراء مستمتعا بلونها الجميل، وينما هو ينظر إليها سمع صوتا يقول: " ضعني على الشبّاك، أريد أن اذهب إلى أخواتي، أنا حزينة هنا لوحدي.."
نظر سعيد حوله، ولم يعرف من أين يخرج هذا الصوت، وعاد من جديد، ينظر إلى الورقة الصفراء الموجودة في الكتاب، ويقول لها:" كم أنت جميلة، بالأمس في فصل الربيع، كنت خضراء اللون، وها أنت الآن في الخريف صفراء ذهبية اللون..!!"
إلا أن الصوت، عاد يقول:" أرجوك أريد أن أعود إلى أخواتي كي أتجدد معهم في الربيع، لا تنظر بعيدا.. أنا هنا داخل الكتاب، أنا ورقة الشجر الصفراء…هيا ضعني على الشباك، سوف تهب الرياح بعد قليل..".
احتار سعيد في أمره، لكنه لم يتردد وحمل ورقة الشجر ووضعها على الشباك حتى يرى ماذا يحصل معها، وما هي إلا لحظات حتى هبّت رياح قوية، حملت معها ورقة الشجر الصفراء وطارت بها بعيدا عن شباك سعيد، ولاحظ سعيد أن ورقة الشجر تلوح له بيده، وسمعها وهي تقول له: " شكرا يا سعيد، أنا الآن سعيدة جدا لأني سأذهب إلى أخواتي، كي نستريح بعض الوقت ونعود بلون جديد في الربيع" وطارت ورقة الشجر بعيدا إلى العالي.
شعر سعيد أن شجرة التفاح قد تنفست الصعداء، وارتاحت لأنها لم تهدأ منذ أن علقت ورقتها بشعر سعيد، وصارت تخرج صوتا حزينة كلما هبت الرياح، أما الآن فقد هدأت وسمعها تشكره بصوت هادئ، وتقول له : " شكرا لك يا سعيد، لأن ورقتي عادت لي، وسوف ترجع خضراء يانعة في فصل الربيع".
عندها عرف سعيد أن الخريف هو فصل ألأمل، وفصل الانتظار للتجدد، وعرف أن لكل شيء فصل وموسم، حتى أن أوراق الخريف الصفراء تمسكت بكونها صفراء كي تعود متجددة وخضراء في فصل الربيع.
يعطيك العافية يارب
رائع يا رائعة