تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سلسلة موهوب 2

سلسلة موهوب 2

من إبداعات علماء الإسلام
لا بأس أن نذكر بين الفينة والأخرى بما قدمه علماء المسلمين من علوم وأكتشافات علمية خدمت البشرية جمعاء ، ومقتضى هذا التذكير هو النهوض بهمم أبناء المسلمين و تحفيزهم على شحذ وكد العقول لتبدع و تبتكر من جديد ، فالأمة بحمد الله لازالت ولود وستنجب العمالقة ، و ها نحن نشهد كل يوم إنجازات ومخترعات علمية كثيرة لعلماء مسلمين في شتى مناحي الحياة .
أن حضارة اليوم وما وصلت إليه من تقنيات ومنجزات معلوماتية تعتمد اعتماداً كبيراً على العلوم الرياضية وخاصة في تقنيات الحاسب ، وفكرة " الصفر و الواحد " معلومة في هذا ، وبغض النظر عن الجدل القائم حول من أكتشف الصفر أولاً ، هل هم العرب أم غيرهم ؟. إلا أن الحقيقة التي لا مرية فيها أن المسلمين هم الذين أول من استخدم الصفر وطوروا استخداماته في العلوم الرياضية ، ويعتبر الرياضيون اختراع ( الصفر ) أعظم إنجاز توصلت إليه البشرية وعليه أعتمدت كثير من العلوم .
لقد كابرت أوروبا – كما هي دائماً – فترة طويلة من الزمن مترددة في استخدام " الصفر " وكانت تصر على استعمال الأرقام الرومانية العاجزة حتى القرن السابع الهجري تقريباً ، و لقد وردت قيمة الصفر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : " إن ربكم حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا " . رواه أبو داود في سننه . وفي هذا دليل أن ذلك معلوم عند العرب و المسلمين منذ زمن طويل .
أن إسهامات علماء المسلمين كثيرة جداً و لو لم يخترعوا ويبتكروا لما وصل العالم اليوم لما وصل إليه – وهذه حقيقة – إذ أن العلم تراكمي وما هذه الحضارة إلا نتاج تراكمات حضارية أخرى ، ولو ذهبت أسرد إسهامات علماء المسلمين لما أسعفني الوقت ولا المساحة ولكن ربما يكفي التركيز على جانب الرياضيات فقط .
فمن من أبناء المسلمين اليوم يعرف أن علماء المسلمين هم الذين طوروا استخدامات الكسور الاعتيادية بالشكل الذي هو معتمد اليوم ؟! .
لاشك أن الذي يعرفه قليل وللعلم فهو العالم المسلم أبو العباس أحمد الأزدي المعروف بابن البناء المراكشي المتوفى سنة 731هـ .
الحقيقة الثانية أن المسلمين هم الذين ابتكرو الكسور العشرية على ماهي عليه اليوم ويعود الفضل في ذلك للعالم الجليل أبي الحسن الأقليدسي ، و علماء المسلمين الذين لهم مؤلفات في علوم الرياضيات كثر ، من أشهرهم العالم الجليل محمد بن موسى الخوارزمي و إسهاماته في علم الجبر و المقابلة معروفة وله الكتاب المشهور " حساب الجبر والمقابلة " وقد كان الدافع لإبداعه في هذا العلم هو تسهيل علم المواريث " الفرائض " وهذا يدل على التصاقهم بعلوم الشريعة والدين و أن الفصل بين الدين والعلم أنما حدث ووجد في أذهان الأوروبيين لأن دينهم محرفُ باطل ويصطدم مع حقائق العلم ونواميس الكون .
إن كثير من أساسيات وفروع علم الرياضيات يعود لعلماء المسلمين كحساب المثلثات وعلم الهندسة و اللوغاريتمات وغيرها من القضايا الرياضية ، لقد حفظ لنا التاريخ أسماء علماء كثيرين منهم " الكندي و الماهاني و ثابت بن قرة و البتاني و الموصلي و البيروني و ابن الهيثم " وغيرهم كثير وكل هؤلاء لهم مؤلفات عديدة بل بعضهم له ما يقارب ثلاثمائة مؤلف ما بين كتاب ورسالة وهو البيروني الذي شهد له واثنى عليه كثير من علماء الغرب اليوم .
أن ما ذكرته من إشارات ينبغي أن يكون حافزاً لنا لكي نبدع و نبتكر كما فعل أسلفنا ، و أن لم نجد في أنفسنا المقدرة على ذلك بحكم الفوت في الزمن والتقدم في السن فلا أقل من أن نغرس حب العلم و التأمل والإبداع في أبنائنا وشبابنا كي يصبحوا منتجين ليستعيدوا أمجاد الآباء والأجداد وليس ذلك على الله بعزيز وأنا ادعوا القارئ العزيز أن يقرأ في تاريخ العلوم وأساسياتها حتى يدرك كم من الإسهامات قدم علماء المسلمين ففي ذلك علاج لما تعانيه شريحة كبيرة من أبناء المسلمين من أمراض فقدان الذات وضعف الثقة و الإنبهار بالأخر

جزاك الله خير وكثر الله من امثالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.