تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » علاقة المعلم بالمرشد الطلابي

علاقة المعلم بالمرشد الطلابي

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على مقالة جميلة للأستاذ / ابراهيم الدريعي كتبها في مجلة ارشادي نت
حول المعلم والمرشد فأحببت أن تكون موجودة في منتدانا :
اترككم مع الموضوع :

يعد المعلم أحد أركان العملية التربوية في المدرسة ، فهو الذي يقدم المادة العلمية للطلاب ، وهو من يراه الطالب في كل يوم في الفصل وفي المدرسة يراه الطالب أحيانا أكثر مما يرى والد ه فهو القدوة وهو الأب الثاني للطالب فبمقدار نجاحه في كسب ثقة الطالب ،وبمقدار محبة الطالب له واحترامه وقدرته على توصيل المادة العلمية له بمقدار نجاحه في عمله ، ويعمل بجانب هذا المعلم شخصية أخرى لها مهامها وواجباتها التي لا تقل أهمية عن واجبات ومهام المعلم هذه الشخصية هي شخصية المرشد الطلابي ، فهل هناك علاقة تربط بينهما مادامت أهدافهما واحدة ومصيرهما واحد؟ بالطبع ينبغي أن تكون بينهما علاقة وثيقة لنجاح العمل الإرشادي والتربوي بالمدرسة ، إذ أنه كلما قويت هذه العلاقة كلما كان المرشد ناجحا في عمله وكلما صار فهم مشكلة الطالب للمعلم وللمرشد أعمق وكلما ضعفت هذه العلاقة صار العكس .

ماذا يقدم المرشد الطلابي للمعلم ؟

المرشد الطلابي الناجح في عمله يدرك أن ساعده الأيمن في المدرسة هو المعلم لذا ينبغي أن يوطد علاقته به،ويحرص على تقديره واحترامه، ويقدم له المشورة فيما يتعلق بظروف الطلاب ومشكلاتهم، وما يعده من دراسات وأبحاث وإحصاءات تتعلق بتحسين العملية التربوية .

من الملاحظ في المدرسة أن بعض الطلاب يميلون إلى معلم ما ويثقون به أكثر من غيره ، وبالتالي يكشفون له ما يعانونه من مشكلات لا يظهرونها حتى لأبآئهم،من هنا فإن على المرشد أن يستغل هذه الفرصة ، فيوطد علاقته مع هذا المعلم الذي يمده بمعلومات مهمة عن بعض الحالات التي يتعامل معها ومن هنا يكون المعلم قدم خبرة ثمينة استفاد منها المرشد الطلابي في عمله .

المعلمون تجاه العمل الإرشادي أنواع ، نوع : يقدس الإرشاد ويتفانى في خدمة المرشد ويقدم له كل معونة يطلبها ، ولكن ما يعوقه في كثير من الأحيان إلا تزاحم الحصص لديه وعدم وجود الوقت الكافي ليتفاعل مع المرشد بشكل كاف وهذا مع الأسف عيب من عيوب التعليم في بلادنا إذ أن المعلم ينبغي ألا يزيد نصابه عن 20 حصة على الكثير ، ونوع آخر من المعلمين غير مقتنع بالإرشاد ، فيعتبره على هامش العملية التربوية أو أنه من قبيل الترف المادي ، وهذا النوع من المعلمين لا هم له إلا حشو أذهان التلاميذ بالمادة العلمية فقط دون النظر فيما بينهم من فروق فردية أو ما يعانونه من مصاعب دراسية وهذا النوعية- مع الأسف- تكثر في مدارسنا لاسيما الذين يعملون في التدريس من وقت طويل ،ولم يتشربوا بالنظريات التربوية الحديثة في التعليم ولم يطوروا ذواتهم إذ قد أكل عليهم الدهر وشرب وصارت العملية التربوية في نظرهم عملية روتينية مملة لأنهم لا يتفاعلون مع طلابهم ولم يكسبوا ثقتهم ، ومع الأسف الشديد بعض هذه النوعية دخلت ميدان الإرشاد للراحة من عناء التدريس ، وأصبحوا مرشدين وهذه هي الطامة الكبرى التي بلي بها الإرشاد وعملت على تأخير الإرشاد سنين عديدة .

عندما نكون علاقة المعلم بالمرشد جيدة يكتسب المعلم من المرشد خبرات إرشادية يستفيد منها المعلم في فصله وبين طلابه ، لأن من واجبات المرشد إمداد المعلمين بالأساليب الإرشادية التي تعينهم في التغلب على المشكلات التي تواجههم مع طلابهم دون الرجوع للمرشد في كل صغيرة وكبيرة ، كما أن المعلم يدرك عن كثب ماذا يقدم المرشد لطلاب المدرسة من خدمات إرشادية فيتحقق للمعلم المفهوم الصحيح عن الإرشاد 0
على العموم هناك هدفان مهمان جدا من أهداف الإرشاد ينبغي التركيز عليهما جدا وهما أولا : تقوية علاقة المدرسة بالمنزل وتوثيق هذه العلاقة ثانيا : تحسين العملية التربوية ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق تقوية علاقة المرشد الطلابي بالمعلم ، أما الهدف الأول فيمكن تحقيقه عن طريق كسب ثقة ولي الأمر وبمعنى آخر على المرشد الطلابي كسب ثقة ولي أمر الطالب لأنه هو الذي يمده بالمعلومات الدقيقة والصحيحة عن الطالب ، كما أن ولي أمر الطالب إذا وثق في المرشد استمع وأنصت إلى تعليماته وتوصياته وعمل على تنفيذها وإذا خسر المرشد ولي أمر الطالب فقد خسر الطالب وأخفق في عمله
المعلم المتعاون مع المرشد يمكن أن يقوم بأعمال ومهام المرشد التي لا تحتاج لتخصص مثل المشاركة في الأسبوع التمهيدي وفي حفل المتفوقين وفي حضور مجالس الآباء والمعلمين ، وفي المشاركة بتقديم المحاضرات والندوات والكلمات التوجيهية في الإذاعة وطابور الصباح وفي كتابة النشرات وإصدار الصحف الحائطية الخاصة بالإرشاد وغيرها مما يسنده له المرشد .

ممكن أن يشكل المرشد مع بعض المعلمين فريق إرشادي في المدرسة الكبيرة لتشمل خدمات الإرشاد جميع طلاب المدرسة ، كما أنه بإمكان المعلم أن يشارك بفعالية كبيرة في النادي الإرشادي في المدرسة ، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

—————————————–

الأستاذ : إبراهيم الدريعي

مشرف توجيه وإرشاد بوزارة التربية والتعليم سابقاً ومستشار نفسي
__________________

جزاك الله خير

كلام في الصميم

جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.