كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستمع كثيرا إلى الشعر , ويتذوقه , ويستنشده أصحابه , كما كان ذا بصرفيه ودراية له , واهتمام به , فقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( ما أبرم أمرا قط إلا تمثل ببيت شعر )) .
قال عمر رضي الله عنه عن الشعر (( خير صناعات العرب أبيات يقدمها الرجل بين يدى حاجته , يستميل بها الكريم , ويستعطف بها اللئيم )).
وروى عنه رضي الله عنه أنه قال : (( الشعر جزل من كلام العرب , يسكن به الغيظ , وتطفأ به الثائرة , ويتبلغ به القوم في ناديهم , ويعطى به السائل )) .
وكان عمر رضي الله عنه صاحب ملكة أدبية تمكنه من توجيه البيت الذي يسمعه إلى المعنى الذي يجده ملائما له , ومن ذلك أنه (( أنشد قول الخطيئة :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
فقال عمر رضي الله عنه : كذلك ؟ تلك نار موسى نبي الله عليه السلام )) .
قال عمر رضي الله عنه لبعض ولد هرم : أنشدني بعض مدح زهيرأباك , فأنشده . فقال عمر رضي الله عنه :إن كان ليحسن فيكم القول . قال : ونحن والله إن كنا لنحسن له العطاء . قال : قد ذهب ما أعطيتموه , وبقي ما أعطاكم )) .
وكان عمر لا يكافئ على الشعر إلا إذا كان الشاعر مؤتمرا فيه بأوامر الدين ومنتهيا بنواهيه . ومن ذلك أن سحيما عبد بني الحسحاس (( أنشد عمر قوله:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال عمر رضي الله عنه : لو قلت شعرك كله مثل هذا لأعطيتك عليه ))
وأن سحيما عبد بنى الحسحاس لما (( أنشد عمر رضي الله عنه قوله :
توسدني كفا وتثني بمعصم علي وتحوى رجلها من ورائيا
قال عمر رضي الله عنه : ويلك إنك مقتول )).
وعفا عن الحطيئة عندما أنشده
مــاذا تقول لأفراخ بذي مـرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمـة فاغـفر عليك ســـــلام الله ياعـمـر
أنت الإمام الذي بعد صــاحبه ألقى إليك مقاليد النهى البــــــــشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لهـا لكن لأنفسهم كــــــــــانت بك الأثر
رحمك الله ياعمر العدل
أشكرك على هذه المشاركة فيكفي انها تحمل اسم عظيم من عظماء التاريخ الإسلامي الحق
تقبل تحياتي
شكرا لك على المرور
الله يعطيكم العافية