لنْ يبلغوكَ وقـدْ كفـاكَ الأوْحـدُ
لـنْ يبلغـوكَ وإنْ تطاولـتْ اليَـدُ
لنْ يبلغـوكَ ذرا التمـدُّنِ تنْحَنِـيْ
إنْ أَبْصَرَتْكَ ففـيْ رِحَابِـكَ تَخْلُـدُ
ما ثَمَّ شمسٌ غيرُ شمْسِكَ فـي الدُّنَـا
أَنْتَ الحضـارةُ.. والسَّنـا المُتَجَـدِّدُ
هذا هُوَ الصَّلْصَالُ فـي أجْسادِهِـمْ
يسْعى إليْكَ وَهَلْ سَيَبْلُـغُ مُقْعَـدُ؟
حَمَـأُ الخطِيْئَـةِ يَسْتَبِـدُّ بِرُوحِهِـمْ
لـنْ يبلغـوكَ سمـاءُ مجـدِكَ أبْعَـدُ
لَنْ يَقْطَـعَ الأَفَّـاكُ شِبْـرَ حَضَـارَةٍ
مِمَّا صَنَعْتَ فدَرْبُ عِـزِّكَ مُوْصَـدُ
مَدَنِيَّـةُ الغـرْبِ الحدِيـثِ عَقِيْمَـةٌ
نَحْـوَ الهـلاكِ يَزُفُّهـا المُتَـشَـرِّدُ
تمْشِي على بُسُطِ الرذيلـةِ والمَـدى
يَنْعَى البنيـنَ فمـا هُنالِـكَ مَوْلِـدُ
طارتْ بهِـمْ أهواؤهُـمْ فَتَمَـرَّدَتْ
مـا تَرْتَجِـيْ مَـنْ أُمَّـةٍ تَتَمَـرَّدُ؟
لا عُرْفَ يَحْكُمُهـمْ ولا دِيْـنٌ فمـا
أشْقَى النُّفُـوسَ إذا الغوايـةُ مَعْبَـدُ
هلْ يَسْتوي الأعْمى ومَنْ هَتَكَ الدُّجى
فـإذا الحيـاةُ خَـرِيْـدَةٌ تَتَـوَقَّـدُ
مهْمـا تجبَّـر أو تَحَـرَّرَ زائــفٌ
حُرِّيَّـةُ الإنسـانِ( قـالَ محـمـدُ)
يا أمَّـةَ الملْيـارِ أيْـنَ ضِيـاؤكِ الْ
هادي إلى الرحمنِ ؟ أيْـنَ السُّـؤْدَدُ
فاستَنْفِرِيْ مِـنْ كُـلِّ صُُقْـعٍ فِتْيَـةٌ
رَضَعُوا اليقينَ و بالعقيـدةِ غـرَّدُوا
ولْيَرْسُموا لوحـاتِ هَـدْيِ محمـدٍ
زَيْـتِـيَّـةً نُـوْرِيَّــةً تَـتَـفَـرَّدُ
مائِيَّـةً عَبَـقُ السَّمـاءِ مِزَاجُـهـا
أَلْوانُها فـي سـاحِ أحْمـدَ تُولَـدُ
ولْيُسْعِدوا الدُّنيـا بعُمْـقِ بصيـرةٍ
قَلَمُ اليقيـنِ ونُـورُ أحْمـدَ مَـورِدُ
والسيـرةُ الـغـرَّاءُ ظِــلٌّ وارِفٌ
يمتـدُّ فـي كـلَّ البقـاعِ فَتَسعَـدُ
ويُحيـلُ أطْيـافَ العِنـادِ حكايـةً
تُصْغِي لهـا الدنيـا فَيركـعُ أعْنَـدُ
ويصوغُ منهُ حكايـةً أخـرى لهـا
نَسَـقٌ جديـدٌ مَشْهَـد يَتَـجَـدَّدُ
(لا تَزْرِمُـوهُ) وفَيْئُهـا مسْتَـرْسِـلٌ
يمتدَّ فـي قلـبِ الجَحُـودِ فَيَسْجُـدُ
بلْ (أنتمُ الطلقاءُ)وارْتَحَلَ الصَّـدَى
تُغْضِي لـه الدنيـا ويبْتَسِـمُ الْغَـدُ
ويَجُـوزُ بالألْبـابِ نحْـوَ كرامـةٍ
هَتَكَتْ حَجَـابَ الكُفْـرِ لا تَتَـرَدَّدُ
يا أمَّـة َالمليـارَ أيـنَ ضيـاؤكَ الْـ
هادي إلى الرحمـنِ ؟ حـانَ الموعِـدُ
تصديـرُكِ الحـقَّ المبيـنَ رسـالـةٌ
لـمْ توصليْهـا فاسْتـرابَ المُلْحِـدُ
عَبِثَتْ بها الأهواءُ واحْتَجَرَ الـرؤى
قلْبُ الخلِيِّ فما لصَوتِـكِ مَسْجِـدُ
جوزيْ الفضـاءَ وحلِّقِـي بمَحَجَّـةٍ
بيضـاءَ يَسْطَـعُ نورُهـا ويـبَـدِّدُ
إنْ كان تَصْدِيـرُ الحُطـامِ مَرَامَهُـمْ
فمرامُكِ الأسْمى ودَرْبُـكِ عَسْجَـدُ