بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فإن العالم اليوم يعيش تغيرات وتحولات متسارعة ، فمن صراعات هنا إلى اضطرابات هناك إلى فراغ سياسي في بلد ما ، إلى حروب وخراب وتدمير في أماكن أخرى ، إلى أزمات وقلاقل لا تهدأ في بقاع كثيرة .
والحقيقة أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونرى أو نسمع فيه خبرًا جديدا عن تحول مفاجئ في دولة من الدول ، أو تغير سريع في حياة مجتمع من المجتمعات ، أو حدوث أزمة اقتصادية أو سياسية أو فكرية في بلد من البلدان ، ولعل لعالمنا العربي النصيب الأوفر من هذه التغيرات المتسارعة .
وقد كان لثورة الاتصالات والانفتاح على العالم ـ من خلال الإعلام الموجه ـ الأثر الكبير في سرعة حدوث هذه التغيرات وتطورها واستفحال أمرها . وانتشارها في أوساط العامة صغارًا وكبارًا .
مما يستدعي التنبه إلى ضرورة التأكيد على أهمية تحقيق الانتماء الوطني في نفوس الناس صغيرهم وكبيرهم ، والحرص على التكاتف لتحقيق اللحمة الوطنية ، وتوضيح حاجة المجتمع إلى تأصيل هذا المفهوم والسعي إلى تحقيقه على أرض الواقع .
وميدان التربية والتعليم هو الميدان الخصب الذي من خلاله نستطيع نشر هذا المفهوم وتحقيقه على نطاق واسع بعون الله وتوفيقه .
حيث يقع على عاتق المعلم العبء الأكبر في هذا الجانب إذ هو المؤثر الأول في عقول الطلاب و قناعاتهم . فيجب عليه أن يزرع في نفوس طلابه حب هذا الوطن والانتماء إليه والاعتزاز به و تحقيق الولاء لقادته ــ من خلال الدروس والأنشطة الصفية وغير الصفية ــ مبينًا لهم أننا في هذا الوطن الطاهر المعطاء ، وطن الخير والمحبة وطن الأمن والطمأنينة ، وطن السلام ومأرز الإسلام ، نعيش حياة آمنة مطمئنة ولله الحمد والمنة . متذكرين ما من الله به على أهل هذا البلد الحرام بقوله تعالى : ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) وقوله جل شأنه أولم نمكن لهم حرمًا آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) .
وإن أول ما ينبغي أن يعنى به المعلم ما يلي :( النقاط التالية مقتبسة بتصرف من مقال للدكتور صالح أبو عراد )
· أن يبين أنه يجب علينا جميعاً أن نحمد الله تعالى ، وأن نشكره بالقول والعمل والنية على ما نحن فيه من نعمٍ كثيرة لا يمكن أن نُحصي عددها، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا ولله مزيد الحمد والشكر نعيش في وطنٍ واحدٍ مُتجانسٍ آمن مُستقر .
· أن يعزز في نفوس طلابه حب وطنه الذي هو غريزة متمكنة في النفس الإنسانية لا يمكن أن تنفك عنها ، مما يزيد الشعور بالانتماء إليه . وهذا معنى قد جسّده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال عن بلده مكة ـ زادها الله شرفا ـ وقد أخرجه قومه منها بغيا وعدوا. قال : ( والله إنك لأحب البقاع إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، في تجسيد فطرة الانتماء للوطن أيضا ، وأن النظر إلى كل شيء في الوطن يختلف عن النظر إلى نفس الشيء خارج الوطن. تقول : ( لولا الهجرة لسكنتُ مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ، ولم يطمئن قلبيببلد قط ما اطمأن بمكة ) . وأن يُترجم هذا الحب أقوالاً صادقةً ، وأفعالاً نافعةً خيرة . وألاّ يدّخر جهداً في خدمته ونُصرته بكل ما يستطيعه ويملكه من إمكاناتٍ وطاقاتٍ وقدرات و استعدادات .
· التأكيد على تمسكنا قيادةً وشعباً بالعقيدة الإسلامية السمحة ، التي نعلم جميعاً أنه لا عز لنا ، ولا مجد ، ولا فخر إلا بالتمسك الصادق بها في كل شأنٍ من شؤون الحياة .
· العناية بالحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن ، وعدم السماح لأي عابثٍ أو حاقدٍ أو حاسد أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه ، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة عند كل فردٍ من أفراد المجتمع فيصبح الجميع عيوناً ساهرةً لحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره .
· تكريس معنى ومفهوم الوحدة الوطنية في نفوس أبناء المجتمع جميعاً ، ولاسيما أن بلادنا معنيةٌ بتحقيق الأنموذج الرائع والمثل الحقيقي لتلك الوحدة التي دمجت شمال البلاد بجنوبها ، وربطت شرقها بغربها ، فكانت نتيجة ذلك وحدة الأرض والفكر والمشاعر و الطموحات والآمال .
جزاك الله كل خير ونفع بك وبارك في سعيك والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه
aham1
شكرا لمرورك
وفقك الله لكل خير .
وقد تكون ـ إن شاء الله ـ بداية لكسر شوكة اليهود والصهاينة وغطرستهم
أسأل الله أن يعز من به عز للإسلام والمسلمبن وأن ينصر إخواننا المستضعفبن على الطغاة وأعداء الدين
وأن يولي على المسلمين خيارهم ويكفيهم شر شرارهم
وأن يحفظ هذه البلاد آمنة مطمئنة إنه على كل شيء قدير