يبدو أن منسوبات التعليم أصبح لديهن أساليب جديدة للتعامل مع الطالبات تتناسب مع ازدواجية العصر الذي نعيشه لاسيما المرحلة المتوسطة التي تتميز بما يسمى فترة المراهقة ونظراً لحساسية التعامل مع هذه الفئة فإننا نشهد مع مطلع شمس كل يوم المزيد من ابتكارات العقاب ضد تلك الفتيات ..
في إحدى المدارس المتوسطة الحكومية بمدينة الرياض قامت المرشدة الطلابية بمصادرة ما يطلق عليه اسم "اكسسوارات" ومجوهرات الفتيات اللاتي لم تجد تلك المرشدة تبريراً لارتدائهن تلك الحلي سوى الاستهتار بالمدرسة وربما بشخصها الكريم …. ومن المتعارف عليه أن كثيرا من المدارس تتبنى هذه الطريقة في عقاب الطالبات "المخالفات" للنظام في ارتداء المصوغات حيث تتم مصادرتها حتى نهاية العام أو حين تحضر والدتها لتعطى كل طالبة ما أخذ منها …. إلى هنا وتنتهي المشكلة … ولكن ما لم ينته في المدرسة المعنية هو ذهاب الأم إلى تلك المرشدة الطلابية التي أجابتها بكل استهتار قائلة "رميته في سلة المهملات "…..!
الأم صعقتها تلك الجملة فقالت "كيف ترمين به .. انه من الذهب الأبيض .."
أجابت المرشدة "ولكنني لم أكن أعلم أنه ذهب .. فرميت به في القمامة .."
ثم استطردت قائلة "لقد حذرت البنات أكثر من مرة ألا يلبسن أي حلي دون جدوى."..!
هذا ما ذكرته أم منال ل "الرياض" وأضافت "والله لو أضاعت ابنتي هذا العقد في أي مكان لما ضاق صدري ولكن أن تأخذه معلمة .. وأي معلمة؟؟ إنها المرشدة الطلابية والتي يفترض أن تكون الصدر الحنون للبنات بعد أمهاتهن ثم تقول انها رمت بالعقد في سلة المهملات هكذا بكل بساطة …. هذا أمر صعب علي نفسياً .. والله انه هدية تفوقها في المدرسة وقدمه لها عمها قبل يوم واحد من مصادرته ونسيت البنت أن تخلعه .. والله ابنتي من المتفوقات وموضوع اسمها في لوحة الشرف الخاصة بمدرستها لتفوقها وعلو أخلاقها .. حسبي الله ونعم الوكيل .."
هذا وختمت الأم حديثها ل "الرياض" قائلة " لا أهدف من شكوتي هذه إيقاع أي ضرر على أحد ولكنني أريد أن يعرف المسئولون عن تعليم أبنائنا الطريقة التي يتم بها تعامل البعض مع فلذات أكبادنا .."
وتستطرد " ابنتي التي تدرس بالصف الثاني الابتدائي غالباً ما تأتي إلى البيت بإصابات في وجهها بسبب جري وركض بنات الصف السادس أثناء الفسحة مما يؤدي إلى تدافع واصطدام تكون نتيجته ارتطام وجهها وجسدها الصغير بالأرض .. أين المعلمات .. أين المراقبة .. إنهن في غرفة خاصة يتناولن أطراف الحديث مع وجبة الإفطار أو ما بعد الإفطار .. بينما الصغار في ساحة المدرسة دون أي رقيب وقد ذهبت بنفسي أكثر من مرة لتقديم الشكوى حول هذا الموضوع ولكن للأسف ما من مجيب".
هذا وتحتفظ "الرياض" بعنوان واسم الأم والطالبة والمرشدة والمدرسة المعنية .