التوجس
@ لدي مشكلة وهي الخوف من المستقبل والتوجس والقلق حيث ان نظرتي تشاؤمية وأتوقع الشر في أي لحظة ومن ثم أتفاعل مع الموقف وأشعر بالقلق والتوتر.. هل تنصحونني بمراجعة العيادة النفسية؟
ـ هناك عاملان أساسيان تضاف إليهما مجموعة أخرى قد تكون ثانوية للذهاب إلى العيادة النفسية. الأول منهما هو وجود أعراض مرضية لا تتفق والسياق السلوكي العام للمجتمع ومثال ذلك الخوف من الطائرة واستخدام المصعد وتوقع الشر حيث إن مثل ذلك هو سلوكيات لا تتفق والسياق العام السلوكي للجميع والأمر الثاني هو وجود المعاناة النفسية على المستوى الشخصي وقد تصل إلى المستوى الاجتماعي ونطاق العمل بمعنى أن ذلك السلوك مثل الرهاب الاجتماعي أو الخوف من الطيران أو المصاعد ولد لدى الشخص معاناة وكدرا وقاده إلى عزلة اجتماعية مثلاً أو أثر على سير حياته بشكل أو بآخر. هنا يجب على الفرد سرعة الاستشارة النفسية ويفترض في العلاج الاقلال من ذلك السلوك غير الطبيعي ورفع المعاناة وتحسين جودة الحياة.
أخي سمير ان ما تعانيه بهذا الوصف الوجيز هو حالة قلق وهذا القلق معمم وما يفرقه عن غيره من الاضطرابات النفسي هو ما ذكرت الهم وتوقع الشر وارتقابه وكذلك الخوف من المجهول مثل ذلك يؤدي إلى معاناة نفسية والتعلم.. أخي سمير أن غداً في علم الله ومن غير المقبول أن نفكر في شيء لم يأت وأن أحد منا مات في هذه اللحظة فإن الخالق لن يحاسبه على صلاة الغد وبالتالي عليك أن تعيش يومك فقط وهذا لا يعني عدم التخطيط للغد حيث إنه مطلب ولكن في حدود ما تملكه وما تستطيع فعله حيث إن هناك أناسا من نوع آخر من المعاناة يخططون بشكل لا يتناسب وواقعهم وبالتالي تظهر لديهم معاناة نفسية من نوع آخر كما أن التوكل على الله من مصادر الصحة النفسية وأن يضع الفرد في حساباته الفكرية أن ما قدره الله سوف يقع ومالم يقدره لن يصيب الانسان وهذا بحد ذاته علاج معرفي سلوكي لمثل هذه الأفكار.
أخي سمير.. ما تعانيه أفكار خاطئة قادت إلى حالة نفسية قد تزول إذا علمت يقيناً أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.. وهذه قاعدة علاجية صاغها طبيب القلوب والأرواح الذي لا ينطق عنه الهوى محمد – صلى الله عليه وسلم.
ان زالت مثل هذه الأفكار بما ورد فلله الحمد والمنة وهذا قدر الله وان لم تزل فاذهب إلى قدر الله وهو العلاج.. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.