كما تعلم الإنسان بدايات الكلام بقوله "بابا" و"ماما" كأول حروف ينطقها منذ الصغر, فإنه مع الكبر من الضروري أن يتعلم أبجديات الحوار واستراتيجياته خاصة لشريحة الشباب الذين تغلب عليهم المراهقة في الحوار والانتصار للذات وليس للموضوع. وعن ألف باء الحوار الذي يجب أن يتعلمه الشباب يقول مشرف التوجيه والإرشاد التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية علي بن هشبول الشهري "إنه يجب على المحاور أن يراعي الظرف المناسب لعملية الحوار سواء كانت تلك الظروف مرتبطة بالزمان أو المكان الذي سيتم فيه الحوار كما يجب مراعاة حالة المحاور وما يمكن أن يعانيه من الإرهاق والجوع ودرجة الحرارة، وضيق المكان والإضاءة والتهوية بحيث لا يكون الحوار سابقا لموعد الراحة والمحاور يفضل النوم، أو يكون الحوار في وقت ضيق كدقائق ما قبل السفر، أو وقت عمل آخر، لذا يجب علينا عند الحوار أن نراعي مقتضى حال المحاورين من جميع الجوانب النفسية والاقتصادية والصحية والعمرية والعلمية ومراعاة الفروق الفردية والفئة العمرية مع الإيمان بأن الاختلاف في الطبيعة الإنسانية أمر وارد". وعن أبرز القواعد الجوهرية في كيفية الحوار بين الهشبول أن أهم تلك القواعد هو الاستماع الإيجابي وهو أن يكون المحاور بكل عواطفه متوجها نحو ما يقال له، متجاوبا مع الحركات والتعابير غير اللفظية، كما يجب أن يستخدم المحاور اللغة الفصيحة غير المعقدة لفظيا، وأن يبدأ بنقاط الاتفاق كالمسلمات والبديهيات، ويبتعد عن استخدام ضمير المتكلم "أنا"، كما يجب عدم الغضب أثناء الحوار، وعدم إعلان الخصومة على المحاور حتى لا يتحول الحوار إلى جدل وعداء، ومخاطبة المحاور باسمه أو لقبه أو كنيته التي يحبها، والاعتراف بالأخطاء، مع عدم التعالي بكلمة أو بإشارة أو بنظرة، وفي الختام فإن على المحاور أن يتذكر دائما أن الحوار المحمود هو الذي يحق الحق، ويبطل الباطل". ويرى بن هشبل أن لكل حوار هدفاً وهو الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين المتحاورين، ولكن تحديد هذا الهدف يخضع إلى طبيعة المتحاورين، ولكي يمكن أن يكون الحوار مفيدا يجب على المتحاورين تحديد الهدف من الحوار وفهم موضوعه، والتهيؤ النفسي والعقلي والاستعداد لحسن العرض وضبط النفس، والبعد عن إصدار أحكام على المتحاور أثناء الحوار حتى وإن كان مخطئاً لكي لا يتحول الموقف إلى جدال عقيم لا فائدة منه". كذلك الاكتفاء بمحاورة شخص واحد في كل مرة ما أمكن حتى يصبح الحوار مثمرا ومحققا لأهدافه.