أيها المربي الفاضل :
الأولاد هم زينة الحياة الدنيا وبهجتها ، هم عدة الزمان ـ بعد الله ـ هم الراكعون الساجدون ، المتسابقون في حفظ القرآن الناشئون على طاعة الله وبر الوالدين ، لاتكاد تعرف لبعضهم نزوة .
إنه على قدر مانعطي الناشئة بقدر ما نأخذ منهم مستقبلاً بمشيئة الله ، الأولاد أمانة في أعناق معلميهم ، فعليهم أن يعطوهم ما يستحقون وعليهم أن يعرفوا قدرهم ، فهم الذين سيحملون ذكر الاباء وكم من شخص سيكون له شأن بإذن الله .
أخي الحبيب /
ينبغي التشجيع وشحذ الهمم والثناء على المجتهدين بل ورصد الجوائز والحوافز وكتابة عبارات التشجيع لهم ، ليحقق لهم ما يريدون بإذن الله وذلك بالإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع ولا يلين ، وصدق الله العظيم : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحجرات:15) .
وبالإخلاص والصدق الذي لا يعرف النفاق والملق والرياء قال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } (البينة:5) .
وبالعزيمة القوية التي لاتعرف الخوف ولا الوجل قال تعالى { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } (الأحزاب:39) .
وبالصلة فيما بينكم ومعرفة حق اصحاب الحقوق من الأباء والأمهات والمعلمين والأقارب ، وكذا من له الحق من ولاة الأمر والعلماء وأهل الخير والصلاح ، وبهذا يتحقق لفلذات الأكباد ما تصبوا إليه بلادهم من عزة بإذن الله .
أسأل الله أن يبصرنا بأمر ديننا وأن يأخذ بأيدينا لما فيه من الخير والصلاح .