تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تهميش الدراسة النظامية وأعباء جديدة على الأسرة

تهميش الدراسة النظامية وأعباء جديدة على الأسرة

الدروس الخصوصية عرفنا من قبل إنها ممنوعة كما ذكر الأخ عبدالله ولم تمنع هكذا بدون سبب وها هي اليوم تعتمد بشكل رسمي ومنظم ويقام لها مراكز في المدارس ويصرح بالتدريس داخل البيوت.
ومن واقع ما رأينا فإن لهذه الدروس من سلبيات على الطلاب وعلى ولي الأمر والمدرس وعلى المجتمع، فالطالب يعرف أنه في آخر الفصل أو العام سيأخذ دروسا خصوصية فيهمل ولا يبالي ويتعود على الإتكالية ولا يعتمد على نفسه وعقله ومذكراته والسبب لأنه سيأخذ دروسا تقوية ويستفيد وينجح, وهذا اعتراف أحد الطلاب بنفسه حينما سئل عن إهماله قال سوف أخذ دروس تقوية آخر العام ولا داعي لأن اتعب نفسي.
وأما سلبيات الدروس الخصوصية على المجتمع فإن دخول المدرس البيت بغرض التدريس وربما كان الطالب صغير السن ويخلوا به لوحده ويعرف الطالب أن الأستاذ بيده النجاح والرسوب لأنه مدرس المادة في المدرسة، فمن هذا الباب ربما ينفتح باب شر عظيم على الطالب وأهله، ففي القرى ربما يعدم الرجل الواعي وتضعف النفس ويتسلط الشيطان خصوصا أنه قد أفتى علماؤنا بحرمة الخلوة بالشاب الأمرد.
وأما ولي الأمر فإنه يحرص أشد الحرص على نجاح ابنه في أي وسيلة وحينما يرى مراكز التقوية مقامة في المدرسة ومصرح للمدرس أن يدرس في البيت وتحت إصرار الشاب الذي لا يقدر تعب والده أو والدته في تأمين قيمة دروس التقوية يضطر إلى إدخال ابنه للمركز أو دفع رسوم المدرس الذي يدرس في البيت مع أن الكثير من أولياء الأمور أميون لا يقرأون ولا يكتبون ومن أهالي القرى البعيدة ولا يستطيع تحمل قيمة الدروس لكنه يضغط على نفسه ويتحمل من أجل ذلك الشيء الكثير والسؤال الذي يتكرر على لسان كل واحد منهم لماذا أبناؤنا يحرصون على دروس التقوية ولا يحرصون على الدراسة الصباحية علما أن المدرس واحد.
وأما المدرس فهذه الدروس فتحت عليه باب الشح والطمع، فكم رأينا من مدرس شدد على الطلاب في مادته العلمية فيضطر الطلاب إلى الدخول عند المدرس في دروس التقوية وكم من شكوى وصلت من الطلاب سرا لإدارة المدرسة بأن المدرس يفرق بين الطالب المنتظم بدروس التقوية والطالب غير المنتظم بها وكم رأينا من مدرس التلاعب وعدم تأدية الواجب بالشكل المطلوب في المدرسة وأما في دروس التقوية فترى الوضع مختلفا تماما وكم رأينا الملخصات والمذكرات وكم سمعنا من التلميح وبعض التصريح في دروس التقوية كل ذلك لجذب أكبر قدر ممكن من الطلاب حتى يزداد العدد وتزداد العدة لا أقول ذلك بشكل عام ولكنها حالات توجد ربما بنسب متوسطة أو عالية قليلا والضحية جهد وتعب أولياء أمور الطلبة الذين ربما لا يملك بعضهم قوت يومه.
وأخيراً أقول إن الدروس الخصوصية ومراكز التقوية همشت الدراسة النظامية وحملت الطالب وولي الأمر أعباء كثيرة والأمر الذي نتمناه أن نسعى في أن يعتمد الطالب على أستاذه في المدرسة في شرح الدرس ويعتمد على مذكراته وجهده الذاتي في تحصيل النجاح الأمر الذي يجعل الطالب يستفيد من عقله ووقته بدون وسائل أخرى وأما التقوية فتكون خاصة للمكملين من الطلاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.