الحياة لها متطلبات كثيرة يبنى بعضها على بعض، ويكمل بعضها البعض الآخر، فلا يمكن ان يكون هناك صناعة مالم يكن هناك طاقة، والصناعة بدورها تساعد على تطوير جانب هام آخر وهو الزراعة، كما لا يمكن ان يتوفر ذلك كله مالم يكن هناك التعليم الذي يتطلب مؤسسات تعني به، واجلها واعظمها دورا هما البيت والمدرسة، المدرسة بما تتضمنه بين جنباتها من مدرسين وادارة ومناهج دراسية وجهات مساندة لها ومرافق تسهل وتيسر مهمة هذه المدرسة وتكمل دورها، وكذلك البيت، وهو غني عن التعريف، فكل منا نشأ في بيت وأسرة ويمتلك بيتا ويتولى شؤون اسرته ويتعهدهم برعايته واهتمامه، وكل منا يعرف الدور العظيم الذي يمكن ان يلعبه البيت في تربية الابناء وذلك بما يملكه من مقومات اعظمها العطف والحنان وما يكسبه الطفل من شخصية الابوين. مما سبق يتبين لنا ان المدرسة والبيت لهما مهمة واحدة لايمكن لاي منهما ان يعمل وينتج ويحقق غايته المنشودة بمنأى عن الآخر، كما ان لهما مسؤولية مشتركة، فلا البيت يستطيع ان يقوم بدور المدرسة ولا المدرسة تستطيع ان تقوم بدور البيت، كما ان الطعام لا يغني عن الشراب ولا الشراب يغني عن الطعام مهما حاولنا ان نضع في احدهما مقومات الآخر.
فالطفل مثلما انه بقدرة الله تعالى يتم تشكيله في بطن امه حتى يكتمل نموه ويخرج الى الحياة باعثا السرور والبهجة في قلبي والديه اللذين يقومان برعايته وتربيته حتى يبلغ السن المحددة لدخول المدرسة، فهو ايضا الآن شتلة نقلت من مكان الى مكان آخر اكثر اتساعا واوسع امكانيات، فلا تنتهي مسؤولية الفلاح بنقل الشتلة من مكان لآخر فقط بل زادت المسؤولية وعقد الامل والرجاء بعد الله في ترعرع هذه النبتة واشتدادها، لذا مسئوليته باقية ومراقبته مطلوبة، فهذا وذاك هو شأن المدرسة والبيت. ان المدرسة تستقبل الابناء فترة محددة في مكان ومجال محدود وتعلمهم القراءة والكتابة في البداية لكي يكون عن طريقها فيما بعد تعلم الآداب والتعاليم الضرورية للحياة والمجتمع سواء الدينية منها او الاجتماعية او العلمية وغرس المبادئ والعادات السليمة التي يبني عليها المجتمع والانظمة التي من شأنها استمرار الحياة.. كل هذه الافكار يتعلمها الطفل شيئا فشيئا، فكل يوم يذهب الى البيت بمعلومة جديدة يواجه بالسؤال التقليدي: ماذا اخذتم اليوم في المدرسة؟ ماذا عملتم في المدرسة؟ ومن هذين السؤالين – بالرغم من البساطة والتلقائية فيهما – تبدأ مهمة البيت الجسيمة. فاذا اجاب الابن: درسنا الصلاة – على سبيل المثال- فهنا تمتزج الحياة العملية مع جزئها النظري، فبعد قليل سيحين وقت الصلاة ويصطحب الوالد ابنه الى المسجد مذكرا اباه بما أخذه في المدرسة. وقد يقول الابن: اخذنا اليوم موضوع في القراءة يبين آداب الطريق، او موضوعا عن الصدق والامانة فيحدثه الاب عن هذين الموضوعين بقصة حدثت فيربط الموضوع الذي تعلمه في المدرسة بامور الحياة، او قد يخبر الطالب اباه بدرسه الذي اخذه في الرياضيات عن الاعداد او وحدات الطول (سم، ملم، دسم،…) وهذه موجودة في البيت وتستعمل بشكل دائم، فيعرفه الوالدان على هذا الموضوع عن طريق الادوات والاجهزة الموجودة في البيت.. ولنفرض ان الطالب قد ذكر موضوعا في اللغة الانجليزية والوالد ليس لديه المام بهذا الموضوع فعلى الوالد ان يكبر من شأن هذا الموضوع ويذكره باهمية ذلك لاجيال اليوم ويطلب من ابنه قراءة ذلك الموضوع عليه فيكون بذلك قد حفز ابنه وشجعه، والامثلة كثيرة.
مشكور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامن رويتنا بفيض علم حباً للآخرين
اليك انت يا خير صاحب لم اتشرف بلقاءه
اليك أبا لمى
أخي الحبيب
سعدت بكلماتك
ومن واجبي المشاركة بهذا الرابط ( ندوة تربوية رائعة )
http://www.alnwadi.com/v/showthread….D1%C8%E6%ED%C9
بارك الله فيكم
مشكور اخي غريب الدار وجزاك الله خير