تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » متى تذهب إلى الطبيب النفسي؟

متى تذهب إلى الطبيب النفسي؟

لعل هذا السؤال كثيرا ما يجيش في خاطر كثير من الناس، أكثر مما نتصور.. البعض تنتابه هذه الأسئلة عندما يمر بظروف نفسية معينة أو مشاكل اجتماعية دون أن يكون يُعاني من مرض نفسي. بعض هؤلاء الناس يذهبون فعلاً للطبيب النفسي لطرح التساؤلات التي تتراكم داخلهم، وكذلك الافصاح عن بعض الهموم والأفكار التي لا يستطيعون ان يصرحوا بها لأحد، سواء لقريب أو صديق، ويفضل أن يحمل هذه التساؤلات والأفكار إلى شخص متخصص (ليس بالضرورة طبيب نفسي)، ويتكلم بصراحة وقد يكون كل ما يحتاجه هو شخص يصغي إليه، ويشاطره الاستماع إلى المشكلة ويعلق بجمل بسيطة، وفي نهاية المقابلة التي عادت ما تستغرق ما بين خمسين دقيقة إلى ساعة (هذا إذا كان المُعالج لديه الوقت وليس في عيادة خاصة، ما بين الفينة والأخرى يسأل الاستقبال عن عدد من بقي من المرضى، أو من الذين يُسافرون لعمل عيادة هنا وعيادة في بلد آخر وهكذا..!).
بعض الناس للأسف لازالوا يشعرون بل يعتقدون بأن الذهاب إلى الطبيب النفسي وصمة عار، وتنتقص من قدره حتى ولو كان ذهابه إلى العيادة النفسية لمجرد طارئ عارض من قلق أو كآبة، جاءت فجأة، ونحن جميعاً نعلم بأنه لا يوجد شخص معصوم أو معه بطاقة ضمان بأنه لن يُصاب بمرض نفسي. هؤلاء لا يقتصر دورهم على أنفسهم ولكن ايضاً ينصحون غيرهم بعدم الذهاب إلى العيادات النفسية، وأن يبتعدوا عن هذه الأماكن، لأن الذهاب إلى العيادات النفسية من وجهة نظرهم هو عمل غير صحي، وبعضهم يتطوع ويصف ما يحدث في العيادات النفسية دون أن يكون زار أي مركز نفسي أو أي عيادة نفسية، بل ان البعض يبث دعايات غير صحيحة ولا تمت إلى الواقع بصلة عن الأمراض النفسية والأدوية النفسية. فتجد أشخاصا لا يعرفون ما هي الأدوية النفسية ولا يعرفون الفرق بين الأدوية النفسية والأدوية المُخدرة القاتلة للألم، ويصف الأدوية النفسية بأنها مخدرات، لا يكتفي فقط بذكر أنواع محددة من هذه الأدوية بل يُعمم بأن الأدوية النفسية جميعاً مخدرة ويجب عدم تناولها، وإذا رأى شخصا يستخدم علاجا نفسيا نصحه بتركه، وربما أضاف من عنده قصة حدثت لشخص آخر كان يعاني من مرض عقلي ويتناول أدوية مضادة للذهان، ولها بعض ا
لأعراض الجانبية، ولكن عندما يرى مريضا بالاكتئاب ويتناول أدوية مضادة للاكتئاب فإنه ينصحه بترك تلك المواد والأدوية، ويذكر كمثال للمريض الفصامي الذي يختلف تماماً عن مريض الاكتئاب وكذلك فإن الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب تختلف اختلافاً جذرياً عن الأدوية التي تُعطى لمرضى الفصام، وان الأعراض الجانبية مختلفة تماماً، وهذا المثل ينطبق على كثير من الأمراض النفسية والعقلية.
إن نسبة الأمراض النفسية والعقلية في العالم في تزايد مستمر وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن هناك حوالي ما بين 20إلى 30% من سكان العالم مروا باضطراب أو أكثر اثناء حياتهم. لذلك لا يعجب الشخص إذا سمع بالازدحام الذي تعانيه العيادات النفسية في المراكز الحكومية والعيادات الخاصة. وشخصياً بدأت ألاحظ زيادة كبيرة فيمن يطلبون المساعدة لهم شخصياً أو لأقارب لهم يعانون من اضطرابات نفسية.
إن الذهاب للعيادة النفسية ليس أمراً مطلقاً، ولكنه حالة نسبية تختلف من شخص لآخر، فثمة شخص يرى أن من العار عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي وان ذلك يتنافي مع القيم وربما فكر البعض بأن هذا دليل على نقص الايمان، لكن واقع الأمر ان العيادات النفسية مثلها مثل بقية العيادات، يذهب لها من يحتاجها أحياناً، وأحياناً أخرى يذهب لها من لا يحتاجها وكذلك هناك الكثيرون الذين يحتاجون إلى أن يذهبوا إلى العيادات النفسية ولكنهم لا يذهبون بل الأدهى والأمر أن بعضاً من هؤلاء يمسكون بزمام الأمور ويقودون العقلاء معهم إلى الهاوية.. اليس هذا عالم غريب.. انه حقاً عالم غريب.. غريب..! X

مشكور

جزاك الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.