تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سيكيولوجية الماء

سيكيولوجية الماء

:تحية قوية:

سيكيولوجية الماء
النظر للبحر من بعيد يترك انطباعا بقوته وجبروته، والوقوف أمام قطرة ماء تنزل من سقف تترك انطباعاً بضعفه وعجزه، وركوب سفينة في بحر هادئ أو هائج تترك انطباعا بالخوف منه.
في كل هذه المواقف القاسم المشترك هو الماء سواء كان قطرة أم بحر أم محيط.
ووقفة مع الماء منذ يكون قطرة في بحر أو محيطا سائلا أو متجمدا يترك انطباعا بحيويته فمنه بلاشك نشأت ولا تزال تنشأ كل صور الحياة،وحالما تسقط أشعة الشمس على أي مسطح مائي تتبخر جزيئاته لتتجمع في السماء مكونة سحبا يسوقها الريح حيث يشاء رب العباد إلى الأرض لتصل إلى بحر أو محيط أو بحيرة،أو تسيل في أعماق الأرض لتتجمع وتخرج على هيئة ينابيع أو آبار .
ولما كانت الحياة قد بدأت من الماء وبه تستمر فحيث يتوفر الماء يتجمع الناس وحيث يسير يفكر الإنسان في إيقافه طمعا في الاستفادة منه .وفي كل مرة يبني الإنسان سدا يجتمع الناس وتزدهر الحياة .
والمهندس الذي يفكر في بناء سد يضع نفسه في تحد مع الماء فكأنه يقول له لن تبرح مكانك وسأحبسك كي أسخرك لي ولمنفعتي،ويحرص المهندس على حجز الماء بين جبلين يفضل أن يكونا صلبين لا يستطيع الماء أن يخترقهما، ويضع أمامه حواجز من التراب والصخر وفي العصر الحديث من الإسمنت أيضا،وفي كل مرة يقول هذا المهندس للماء لن تبرح مكانك ولن تستطيع المضي بعد الآن فيعاق الماء ويحاول شق طريقه يمنة أو يسرة ويحتاط المهندس فيسد المنافذ عليه ويستجمع طاقته عله يتجاوز السد والمهندس يحسب حساب هذا المهرب فيزيد السد ارتفاعا .
وكأني بالماء يفكر كيف يتخلص من كل هذه الإعاقات فيفكر في النزول للأرض
عله يبلغ نقطه يستطيع بعدها أن يسير تحت السد ويخرج من نقطة بعيدة عنه،ويحسب المهندس حسابه فيجعل أرض السد قطعة من صخر أو أسمنت سميك قاس ومتماسك .
يقف الماء ويراجع ما وهبه الخالق من إمكانيات ومرونة يستطيع بها أن يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه ،ويستطيع أن يترك الإناء إذا زادت حرارة النار تحته فيغادر صاعدا إلى السماء وكأنه يقول للنار لن تستطيعي منعي تماما كما يفعل مع صاحب السد حين يعجز عن مغادرته فيتخذ قراره بتغيير شكله ويبدأ بتوظيف حرارة الشمس ليتحول من سائل إلى بخار يتصاعد إلى جزيئات خفيفة إلى السماء لا ترى وكأن كل جزيئة تقولألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) وتتجمع فوق السد وبعده وتسير بخفة ورشاقة لتكون سحابة تسير مع الريح إلى أي مكان يمكنها أن تعود فيه إلى الأرض على هيئة مطر أو ثلج أو برد ولسان حالها يقول لذلك المهندس لن تستطيع حبسي ولا منعي فأنا خلقت مرنة وقوتي في مرونتي .
هذه حال الماء وربما أراد الله للإنسان أن يتعلم منه آليات مواجهة صعاب الحياة فيعتبر كل عقبة تحديا يدفعه لاستخراج كامن طاقته ومرونته باحثا عن حل لكل معضلة ولكل مشكلة بمرونة هائلة المهم أن يبقى فعالا متحركا ومنتجا تماما كالماء .
د/ميسرة طاهر

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.