قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه )
مامعنى : ( مغاضباً )
مالمراد بقوله تعالى : ( فظن أن لن نقدر عليه )
وتقبلوا خالص شكري وتقديري أختكم زهرة نجد
تفسير الجلالين :
87 – واذكر (وذا النون) صاحب الحوت وهو يونس بن متى ويبدل منه (إذ ذهب مغاضبا) لقومه أي غضبان عليهم مما قاسى منهم ولم يؤذن له في ذلك (فظن أن لن نقدر عليه) أي نقضي عليه ما قضيناه من حبسه في بطن الحوت أو نضيق عيه بذلك (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت (أن) أي بأن (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) في ذهابي من بين قومي بلا إذن
============================================
ظن
– الظن: اسم لما يحصل عن أمارة، ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جدا لم يتجاوز حد التوهم، ومتى قوي أو تصور تصور القوي استعمل معه (أن) المشددة، و (أن) المخففة منها. ومتى ضعف استعمل أن المختصة بالمعدومين من القول والفعل (هذا النقل حرفيا في البصائر 3/545؛ وعمدة الحفاظ: ظن)، فقوله: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم( [البقرة/46]، وكذا: (يظنون أنهم ملاقوا الله( [البقرة/249]، فمن اليقين، (وظن أنه الفراق( [القيامة/28]، وقوله: (ألا يظن أولئك( [المطففين/4]، وهو نهاية في ذمهم. ومعناه: ألا يكون منهم ظن لذلك تنبيها أن أمارات البعث ظاهرة. وقوله: (وظن أهلها أنهم قادرون عليها( [يونس/24]، تنبيها أنهم صاروا في حكم العالمين لفرط طمعهم وأملهم، وقوله: (وظن داود أنما فتناه( [ص/24]، أي: علم، والفتنة ههنا. كقوله: (وفتناك فتونا( [طه/40]، وقوله: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه( [الأنبياء/87]، فقد قيل: الأولى أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي: ظن أن لن نضيق عليه (وهذا قول عطاء وسعيد بن جبير، وكثير من العلماء. انظر: تفسير القرطبي 11/331). وقوله: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون( [القصص/39]، فإنه استعمل فيه (أن) المستعمل مع الظن الذي هو للعلم، تنبيها أنهم اعتقدوا ذلك اعتقادهم للشيء المتيقن وإن لم يكن ذلك متيقنا، وقوله: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية( [آل عمران/154]، أي: يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدقهم فيما أخبرهم به كما ظن الجاهلية، تنبيها أن هؤلاء المنافقين هم في حيز الكفار، وقوله: (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم( [الحشر/2]، أي: اعتقدوا اعتقادا كانوا منه في حكم المتيقنين، وعلى هذا قوله: (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون( [فصلت/22]، وقوله: (الظانين بالله ظن السوء( [الفتح/6]، هو مفسر بما بعده، وهو قوله: (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول( [الفتح/12]، (إن نظن إلا ظنا( [الجاثية/32]، والظن في كثير من الأمور مذموم، ولذلك قال تعالى: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا( [يونس/36]، (وإن الظن( [النجم/28]، (وأنهم ظنوا كما ظننتم( [الجن/7]، وقرئ: (وما هو على الغيب بظنين( (سورة التكوير: آية 24، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو الكسائي ورويس. انظر: إرشاد المبتدي ص 623) أي: بمتهم.
إذن " ظن " هنا بمعنى اليقين ".
بارك الله فيك أستاذنا " كريدوم " ونفع بعلمك .
جزاكما الله كل خير على هذه الجهود العظيمة ، جعلها الله في موازين حسناتكم ،،،
وتقبلوا خالص شكري وتقديري أختكم زهرة نجد