هناك معضلتان أو بالأحرى موضوعان مضى عليهما أكثر من عشرين سنة وهما محلان للت والعجن من قبل الكثير من المربين والكتاب والمثقفين وحتى الوزراء وأخص وزراء التربية والتعليم… وقد أسدل عليهما الستار الآن منذ أن انتهت الامتحانات يوم (25) من ربيع الثاني إلى فتح المدارس للعام المقبل إن شاء الله ثم نبدأ في اللت والعجن من جديد.
أولهما: تأديب الطلاب بالعصا وقد كثرت الكتابة عنه لدرجة أن هناك من أنزله منزلة المحرم وأجزم أن هؤلاء هم ممن عاشوا طفولتهم مدللين بين أحضان أمهاتهم وجداتهم فكن ينفخن عنهم ما يعتقدن أنه يؤذيهم حتى الأكسجين في الهواء حتى إن البعض منهم قد بلغ سن الرجولة دون أن يمس باليد فكيف بالعصا ولهذا حاربوا هذه الصفة من التأديب أو أنهم حرموها.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى… فإن منع أو تحريم الضرب في المدارس أفسد ما أصلحه الدهر وجعل الطالب مرفوع الرأس وإن أخطأ وأهمل وإن تعد حدود الأدب واللياقة سواء مع الطلاب أو مع المدرسين بل وجعل المدرس مطأطأ الرأس لا يستطيع أن يحصل على الاحترام المفروض له على الطالب بل ويلازمه الخوف من ألسنة أولياء الأمور ومن أقلام الصحفيين بل ومن عصا وزارة التربية والتعليم (الفصل أو الحسم من الراتب أو النقل أو… أو… أو…).
بل تعدى الأمر ذلك إلى أن اعتداءات الطلاب على المدرسين تكررت حتى بلغت عنان السماء أو تكاد ولقد بلغت في عام واحد أكثر من ألف اعتداء كما ذكرت ذلك إحدى صحفنا اليومية منذ أيام أما تأديب المعلم للطالب بالضرب فأجزم أنه لم يتجاوز عدد الأصابع ثم انظروا إلى الفارق بين العبارتين ما يصدر من المعلم للطالب هو تأديب مهما بلغت قسوته وشدته ونوعه أما ما يصدر من الطالب للمعلم فهو اعتداء وبأقصى معانيه ونتيجة لذلك تدني مستوى تحصيل الطلاب إلى أكثر من النصف والشاهد الحاضر النتائج، ولهذا أقول من منع التأديب بالضرب فقد جنى على الأبناء بل وتسبب في إكسابهم قلة التأدب مع الآخرين وأنا هنا لست أدعو إلى استخدام الضرب الخارج عن الحدود أو الضرب المبرح أو الضرب المؤذي، بل أدعو إلى استخدام الضرب عند اللزوم وبحدود المعقول وغير المضر بدنيا ولا أحد يجهل معنى المعقول ولا المضر بدنيا لهذا يجب إعادة النظر في هذا النوع من التأديب وإعادة هيبة المعلم لإعادة هيبة العلم والتعليم واحترام المدرس والمدرسة ومادة التدريس ومتى كان المدرس يضرب رغبة في الضرب؟.
وبهذه المناسبة أذكر أن استطلاعا أو بالأصح استفتاء أجرته صحيفة "الوطن" ونشرت نتيجته يوم (7) من ربيع الآخر حول عودة الضرب إلى المدارس وكانت نتيجة الاستفتاء أن 59.50% يؤيدون العودة لاستخدام عقوبة الضرب في المدارس وعارض ذلك 38.51% أقول لو أن المعارضين استدبروا ما استقبلوه أو لو أنهم فكروا جيدا لما عارضوا غير أني أجزم أن أكثر هؤلاء المعارضين لا يعرفون أبناءهم في أي الصفوف يدرسون وربما لا يرون تقاريرهم لا الشهرية ولا النهائية وأجزم أن جلهم لم يزر المدرسة التي ينتمي إليها ابنه وكما استفتيتموهم اسألوهم عما اتهمتهم به وعليهم أن يقولوا الحقيقة غير أن النسبة التي أيدت إعادة استخدام عقوبة الضرب تعتبر جيدة جدا وهذا يدل دلالة حقيقية على أن التأديب بالضرب له قيمته المعنوية والحسية وأن عدم استخدامه له تأثيرات سلبية أثرت على سلوك الطلاب وعلى تحصيلهم العلمي.
صالح العبدالرحمن التويجري
——————————————————–
المصدر
جريدة العفن http://www.alwatan.com.sa/daily/-07-14/readers.htm
من رأيي وخبرتي التواضعة في التعليم التي تقارب عشر سنوات بين معلم ومدير أنه اذا كان هناك مديرا كفؤا يثق فيه أولياء الامور ويهابه التلاميذ فانه لاداعي لاستخدام الضرب من قبل المعلمين
او يأخي كن كما قال مرشد طلابي في مدرستنا في سنة من السنين وكان يدعي العلم وأنه أفضل من المعلمين حين سمع أحد المعلمين يشكو من التلاميذ وأنه لابد من الضرب ولكن ما الحيلة في الآباء الذين لا يقدرون وضع المعلم والمواقف التي يواجهها من التلاميذ فما كان من صاحبنا (المرشد) الا ان تنحنح ورفع رأسه
وقال أسأل عن ولي أمر الطالب فان كان ابن حلال ولا يعارض المعلمين فجعل من ولده عبرة لغيره وأن كان شراني ويحب الشكوى فاجتنبه فعلت وجوه الجميع الدهشة من هذا المرشد غير المسؤول0
الضرب …
وسيلة تربوية مجدية …
الغرض منه :
التأديب والتقويم …
وليس الانتقام والتشفي …
ويكون في حدود المعقول …
ويكون الضرب غير مبرح …
والله أعلم …